الإعتماد على الغرباء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیرسورة المائدة / الآیة 54

على الرّغم من أنّ الواقعة ـ التی ذکرت سبباً لنزول الآیات الأخیرة ـ تحدّثت عن شخصین هما (عبادة بن صامت» و«عبدالله بن أبی» إلاّ أنّ ممّا لا شک فیه أنّ هذین الشخصین لا یشار إلیهما باعتبارهما شخصیّتین تاریخیتین ـ فحسب ـ بل لأنّهما یمثّلان مذهبین فکریین واجتماعیین. یدعو أحدهما إلى التخلّی عن التعاون والتحالف مع الغرباء، وعدم تسلیم زمام المسلمین بأیدیهم، وعدم الثقة بتعاونهم.

والمذهب الآخر یرى أنّ کل انسان أو شعب فی هذه الدنیا الملیئة بالمشاکل والأهوال یحتاج إلى من یتکیء ویعتمد علیه، وأنّ الحاجة تدعو أحیاناً إلى انتخاب الدّعم والسند من بین الغرباء بحجة أنّ الصداقة معهم لا تخلو من قیمة وفائدة، ولابدّ أن تظهر ثمارها فی یوم من الأیّام.

وقد دحض القرآن الکریم رأی المذهب الثّانی بشدّة، وحذّر المسلمین بصراحة من مغبّة الوقوع والتورّط فی نتائج مثل هذا النوع من التفکیر، لکن البعض من المسلمین ـ ومع الأسف ـ قد نسوا وتجاهلوا هذا الأمر القرآنی العظیم، فانتخبوا من بین الغرباء والأجانب من یعتمدون علیهم، وقد أثبت التّأریخ أنّ کثیراً من النکبات التی أصابت المسلمین تنبع من هذا الإتجاه الخاطىء!

وبلاد الأندلس تعتبر دلیلا حیّاً وبارزاً على هذا الأمر، وتظهر کیف أنّ المسلمین - بالإعتماد على قواهم الذاتیة ـ استطاعوا أن یبنوا أکثر الحضارات ازدهاراً فی الأندلس ـ أسبانیا الیوم ـ لکنّهم نتیجة لإعتمادهم على قوى غریبة أجنبیة فقدوا تلک المکتسبات العظیمة بکلّ سهولة.

والأمبراطوریة العثمانیة التی سرعان ما ذابت کذوبان الجلید فی الصیف، تعتبر دلیلا آخر على هذه الدعوى.

کما أنّ التّأریخ المعاصر یشهد على ما أصاب المسلمین من خسائر ومصائب کبیرة بسبب إنحرافهم عن رسالتهم واعتمادهم فی کثیر من الاُمور على الأجانب الغرباء، والعجب کل العجب من أنّ هذا السبات ما زال یلف العالم الإسلامی، ولم توقظه بعد الکوارث والنکبات التی أصابته بسبب اعتماده على القوى الأجنبیة.

على أىّ حال فإنّ الأجنبی أجنبی، ومهما اشترک معنا فی المصالح وتعاون معنا فی مجالات محدودة فهو فی النهایة یعتزل عنّا فی اللحظات الحساسة، وکثیراً ما تنالنا منه ـ أیضاً ـ ضربات مؤثّرة.

وما على المسلمین الیوم إلاّ أن ینتبهوا أکثر من أىّ وقت مضى إلى هذا النداء القرآنی ولا یعتمدوا على أحد سوى الله وقواهم الذاتیة التی وهبها الله لهم.

لقد إهتمّ نبیّ الإسلام (صلى الله علیه وآله) کثیراً بهذا الأمر، حتى أنّه رفض مساعدة الیهود فی واقعة (اُحد» حین أعلن ثلاثمائة منهم إستعدادهم للوقوف بجانب المسلمین ضدّ المشرکین،

فأعادهم النّبی إلى حیث کانوا ولمّا یصلوا إلى منتصف الطریق، وامتنع عن قبول عرضهم فی حین أنّ مثل هذا العدد من الناس کان یمکن له أن یلعب دوراً مؤثّراً فی واقعة اُحد، فلماذا رفضهم النّبی (صلى الله علیه وآله)؟

لقد رفضهم لأنّه لم یستبعد منهم أن یخذلوه ویخذلوا المسلمین فی أحرج اللحظات وأکثرها خطورة أثناء الحرب، ویتحوّلوا إلى التعاون مع العدوّ ویقضوا على ما تبقّى من جیش المسلمین فی ذلک الوقت.

 

التّفسیرسورة المائدة / الآیة 54
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma