قصّة نزول المائدة على الحواریین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 111 ـ 115 بحوث

تعقیباً على ما جاء فی الآیات السابقة من بحث حول ما أنعم الله به على المسیح (علیه السلام)واُمّه یدور الحدیث هنا حول النعم التی أنعم الله بها على الحواریین، أی أصحاب المسیح (علیه السلام).

ففی البدایة تشیر الآیة إلى ما أوحی إلى الحواریین أن یؤمنوا بالله وبرسوله المسیح (علیه السلام)فاستجابوا (وإذ أوحیت إلى الحواریین أن آمنوا بی وبرسولی قالوا آمنا وأشهد بأنّنا مسلمون ).

إنّ للوحی فی القرآن معنى واسعاً لا ینحصر فی الوحی الذی ینزل على الأنبیاء، بل أنّ الإلهام الذی ینزل على قلوب الناس یعتبر من مصادیقه أیضاً، لذلک جاء هذا المعنى فی

الآیة 7 من سورة القصص بشأن أم موسى التی أوحی إلیه (1) بل إنّ الکلمة تطلق فی القرآن حتى على الغرائز التکوینیة عند الحیوان، کالنحل.

وهناک احتمال أن یکون المقصود هو الإیحاء الذی کان یلقیه المسیح (علیه السلام)بواسطة المعاجز فی نفوسهم.

لقد تناولنا الحواریین وأصحاب المسیح (علیه السلام) بالبحث فی تفسیر الآیة 52 من سورة آل عمران من هذا التّفسیر.

ثمّ تذکر الآیة نزول المائدة من السماء: (إذ قال الحواریون یا عیسى ابن مریم هل یستطیع ربّک أن ینزل علینا مائدة من السماء ).

«المائدة» تعنی فی اللغة الخوان والسفرة والطبق، کما تعنی الطعام الذی یوضع علیها وأصلها من «مید» بمعنى التحرّک والإهتزاز، ولعلّ سبب إطلاق لفظة المائدة على السفرة والطعام هو ما یلازمها من تحریک وانتقال.

شعر المسیح (علیه السلام) بالقلق من طلب الحواریین هذا الذی یدل على الشک والتردد، على الرغم من کلّ تلک الأدلة والآیات، فخاطبهم و (قال اتقوا الله إن کنتم مؤمنین ).

ولکنّهم سرعان ما أکّدوا للمسیح (علیه السلام) أنّ هدفهم برىء، وأنّهم لا یقصدون العناد واللجاج، بل یریدون الأکل منها (مضافاً إلى الحالة النّورانیة فی قلوبهم المترتبة على تناول الغذاء السماوی لأنّ للغذاء ونوعیته أثر مسلّم فی روح الإنسان) (قالوا نرید أن نأکل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونکون علیها من الشاهدین ).

فبیّنوا قصدهم أنّهم طلبوا المائدة للطعام، ولتطمئن قلوبهم به لما سیکون لهذا الطعام الإلهی من أثر فی الروح ومن زیادة فی الثقة والیقین.

ولمّا أدرک عیسى (علیه السلام) حسن نیّتهم فی طلبهم ذاک، عرض الأمر على الله: (قال عیسى ابن مریم اللّهم ربّنا أنزل علینا مائدة من السماء تکون لنا عیداً لأولنا وآخرنا وآیة منک وارزقنا وأنت خیر الرازقین ).

من الواضح هنا أنّ الاُسلوب الذی عرض به عیسى بن مریم الأمر على الله کان ألیق وأنسب، ویحکی عن روح البحث عن الحقیقة ورعایة الشؤون العامّة للمجتمع.

فاستجاب الله لهذا الطلب الصادر عن حسن نیّة وإخلاص، (قال الله إنی منزلها علیکم فمن یکفر بعد منکم فإنّی أعذبه عذاباً لا اُعذبه أحداً من العالمین ).

فبعد نزول المائدة تزداد مسؤولیات هؤلاء وتقوى الحجة علیهم، ولذلک فإنّ العقاب سیزداد أیضاً فی حالة الکفر والانحراف.


1. قصص، 7.

 

سورة المائدة / الآیة 111 ـ 115 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma