عقوبة السّرقة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 38 ـ 40 بحوث

لقد بیّنت آیات سابقة عقاب وحکم «المحارب» الذی یتعرض لأرواح وأموال ونوامیس الناس عن طریق التهدید بالسلاح، أمّا الآیات الثلاث الأخیرة فهی تبیّن حکم السارق والسارقة أی الفرد الذی یسرق خلسة أموال وممتلکات الناس، فتقول الآیة أوّلا: (والسّارق والسّارقة فاقطعوا أیدیهما ).

وقد قدمت هذه الآیة الرجل السارق على المرأة السارقة، بینما الآیة التی ذکرت حد وعقوبة الزنا قد قدمت المرأة الزانیة على الرجل الزانی، ولعل هذا التفاوت ناشىء عن حقیقة أنّ السرقة غالباً ما تصدر عن الرجال، بینما النساء الخلیعات المستهترات یشکّلن فی الغالب العامل والعنصر المحفّز للزنا!

بعد ذلک تبیّن الآیة أنّ العقوبة المذکورة هی جزاء من الله لجریمة السرقة المرتکبة من قبل الرجل أو المرأة، حیث تقول: (جزاءً بما کسبا نکالا من الله ).

والحقیقة هی أنّ هذه الجملة القرآنیة تشیر:

أوّلا: إلى أنّ العقوبة المذکورة نتیجة لعمل الشخص السارق أو السارقة وأنّها شیء اکتسبه هو أو هی لنفسها.

وثانیاً: إلى أنّ الهدف من تنفیذ هذه العقوبة هو وقایة المجتمع وتحقیق الحق والعدل فیه لأنّ کلمة «نکال» تعنی العقوبة التی تنفذ لتحقیق الوقایة وترک المعصیة، وهذه الکلمة تعنی فی الأصل «اللجام» وتطلق أیضاً على کل عمل یحول دون حصول الانحراف.

ولکی لا یتوهم الناس وجود الإجحاف فی هذه العقوبة، تؤکّد الآیة ـ فی آخرها ـ على أنّ الله عزیز، أی قادر على کل شیء، فلا حاجة له للإنتقام من الأفراد، وهو حکیم ـ أیضاً ـ ولا یمکن أن یعاقب الأفراد دون وجود مبرر أو حساب لذلک، حیث تقول الآیة: (والله عزیز حکیم ).

أمّا الآیة الثانیة فهی تفتح لمن إرتکب هذه المعصیة باب العودة والتوبة، فتقول: (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإنّ الله یتوب علیه إنّ الله غفور رحیم ).

والسؤال الوارد هنا هو: هل أنّ التوبة وحدها تکفی لغفران الذنب فقط، أم أنّها تسقط عنه حد أو عقوبة السرقة أیضاً؟

إنّ المعروف لدى فقهاء الشیعة أنّ مرتکب السرقة إن تاب قبل أن تثبت سرقته فی محکمة إسلامیة یسقط عنه حدّ السرقة أیضاً، أمّا إذا شهد عادلان على سرقته فإنّ التوبه لا تسقط عنه الحدّ.

والحقیقة هی أنّ التوبة ـ فی هذه الحالة التی تطرقت لها الآیة ـ هی تلک التی تتمّ قبل ثبوت الجرم فی المحکمة، ولولا ذلک لتظاهر کل سارق بالتوبة لدى ثبوت الجرم علیه، بغیة إنقاذ نفسه من الحدّ أو العقوبة، فلا یبقى ـ والحالة هذه ـ مبرر لإجراء الحدّ علیه بعد التوبة!

وبعبارة اُخرى: إنّ التوبة الاختیاریة هی تلک التی تتمّ قبل أن یثبت الجرم فی المحکمة بینما التوبة الإضطراریة هی التوبة التی تصدر من الإنسان العاصی لدى مشاهدته العذاب الإلهی، أو لدى بلوغه حالة الاحتضار، ومثل هذه التوبة لا قیمة لها مطلقاً.

ثمّ توجه الآیة الاُخرى الخطاب إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) فتقول: (ألم تعلم أنّ الله له ملک السّماوات والأرض یعذّب من یشاء ویغفر لمن یشاء والله على کل شیء قدیر ).

 

سورة المائدة / الآیة 38 ـ 40 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma