بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّوسل فی الرّوایات الإسلامیةسورة المائدة / الآیة 36 ـ 37

نرى من الضروری ـ هنا ـ الإشارة إلى عدّة اُمور:

لقد أسلفنا القول بأنّ التوسل لیس معناه طلب الحاجة من النّبی أو الإمام، بل المراد منه جعل النّبی أو الإمام شفیعاً إلى الله فی قضاء الحاجة، وهذا  الأمر ـ فی الحقیقة ـ توجه إلى الله، لأن احترام النّبی (صلى الله علیه وآله) إنّما هو من أجل أنّه رسول الله والسائر على هداه، والعجب هنا أن یدعی البعض أنّ هذا التوسل نوع من الشرک، فی حین أنّ المعروف عن الشرک هو القول بوجود من یشارک الله سبحانه فی صفاته وأعماله، والتوسل الذی تحدثنا عنه لا صلة له مطلقاً ولا یشابه الشرک.

یصرّ البعض على وجود الفرق بین حیاة النّبی (صلى الله علیه وآله) والأئمّة المعصومین (علیهم السلام)وبین وفاتهم، وکما رأیت فإنّ الکثیر من الأحادیث السالفة کان یخصّ ما بعد وفاة النّبی (صلى الله علیه وآله)، بالإضافة إلى ذلک فإنّ الفرد المسلم یعتقد بأنّ للنّبی والصالحین بعد وفاتهم حیاة برزخیة أوسع من الحیاة الدنیا، وقد صرّح القرآن فی هذا المجال بخصوص حیاة الشهداء، حیث أکّد أنّهم لیسوا أمواتاً بل أحیاء عند ربّهم (1)... .

وأصرّ آخرون على أنّ هناک فرقاً بین طلب الدعاء من النّبی (صلى الله علیه وآله) وبین القسم على الله بجاه النّبی، فهؤلاء یجیزون طلب الدعاء ولا یجیزون ما سواه، فی حین لا یوجد بین هذین الأمرین أی فرق منطقی.

یسعى البعض من کتّاب وعلماء السنة وبالأخص «الوهابیین» منهم، وبعناد خاص، إلى الإدّعاء بضعف جمیع الأحادیث الواردة فی موضوع التوسل، أو تجاهلها بشتى الحجج الواهیة.

وهؤلاء یبحثون هذا الموضوع باُسلوب خاص یظهر من خلاله لکل ناظر محاید أنّهم اختاروا فی البدایة هذا الاعتقاد لأنفسهم، ثمّ یحاولون ـ بعد ذلک ـ فرضه على الرّوایات الإسلامیة ویعمدون بشکل من الأشکال إلى إزاحة کل من یخالف معتقدهم هذا عن طریقهم، وهذا الاُسلوب المشوب بالعصبیة ومجافاة المنطق لا یقبل به أی باحث منصف مطلقاً.

لقد بیّنا أنّ أحادیث التوسل قد وصلت بکثرتها إلى حد التواتر، أی إنّها لوفرتها تغنی الباحث عن التحقیق فی أسانیدها، إضافة إلى ذلک فإنّ من بین هذه الأحادیث الکثیر من الروایات والأحادیث الصحیحة، فلا یبقى بذلک لمن یرید الإعتراض على بعض الأسانید أی مجال.

ویتبیّن ممّا قلناه سابقاً أن لا تناقض بین الروایات التی وردت فی تفسیر الآیة الأخیرة تلک التی تقول بأن النّبی دعا الناس إلى أن یطلبوا له الوسیلة من الله، أو ما جاء عن الإمام علی (علیه السلام) فی کتاب «الکافی» من أنّه قال: بأنّ (الوسیلة) هی أرفع وأسمى منزلة فی الجنّة فلاینافی ما ذکرناه نحن فی تفسیر الآیة، لأنّ  الوسیلة ـ کما أوضحنا ـ تشمل کل أنواع التقرب إلى الله، وإن تقرب النّبی (صلى الله علیه وآله) إلى الله، وکذلک ما قیل عن أرفع منزلة فی الجنّة، هما من مصادیق الوسیلة.


1. آل عمران، 169.

 

التّوسل فی الرّوایات الإسلامیةسورة المائدة / الآیة 36 ـ 37
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma