أوّل حادثة قتل على الأرض

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 27 ـ 29 بحوث

لقد تناولت هذه الآیات الثلاث الأخیرة قصّة ولدی آدم (علیه السلام) وکیف قتل أحدهما أخاه الآخر، ولعل وجه الصلة بین هذه الآیات والآیات التی سبقتها فی شأن بنی إسرائیل، هو غریزة «الحسد» التی کانت دائماً أساساً للکثیر من مخالفات وانتهاکات بنی إسرائیل حیث یحذرهم الله فی هذه الآیات من مغبة وعاقبة الحسد الوخیمة القاتلة، التی تؤدّی أحیاناً إلى أن یعمد أخ إلى قتل أخیه! والآیة تقول فی هذا المجال لنبیّ الله أن یتلو على قومه قصّة ولدی آدم: (واتل علیهم نبأ ابنی آدم بالحق ).

ولعل استخدام کلمة «بالحق» فی هذه الآیة جاء للإشارة إلى أن القصّة المذکورة قد أضیفت لها خرافات مختلفة، ولبیان أنّ القرآن الکریم جاء بالقصة الحقیقیة التی حصلت بین ولدی آدم (علیه السلام).

ولا شک أنّ کلمة «آدم» الواردة فی الآیة، تشیر إلى أبی البشریة الحاضرة، وإنّ ما ذهب إلیه البعض مع أنّها إشارة إلى شخص من بنی إسرائیل اسمه «آدم» لا أساس له من الواقع، لأنّ هذه الکلمة استخدمت مراراً فی القرآن للدلالة على اسم أبی البشریة، فلو صحّ

الإفتراض الأخیر لوجب أن تشتمل الآیة ـ أو الآیات ـ التی بعدها على قرینة تصرف الاسم عن مسماه الحقیقی الأوّل، ولا یمکن لآیة (من أجل ذلک... ) التی سیأتی تفسیرها قریباً، أن تکون قرینة على الإفتراض المذکور کما سیأتی تفصیله.

وتواصل الآیة سرد القصّة فتقول: (إذ قرّبا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم یتقبل من الآخر ).

وقد أدت هذه الواقعة إلى أن یهدد الأخ ـ الذی لم یتقبل الله القربان منه ـ أخاه بالقتل ویقسم أنّه قاتله لا محالة، کما جاء فی قوله تعالى فی الآیة: (قال لأقتلنّک ) أما الأخ الآخر فقد نصح أخاه مشیراً إلى أن عدم قبول القربان منه إنّما نتج عن علّة فی عمله، وأنّه لیس لأخیه أی ذنب فی رفض القربان، مؤکّداً أنّ الله یقبل أعمال المتقین فقط حیث تقول الآیة: (قال إنّما یتقبل الله من المتقین ).

وأکد له أنّه لو نفذ تهدیده وعمد إلى قتله، فإنه ـ أی الأخ الذی تقبل الله منه القربان ـ لن یمد یده لقتل أخیه، فهو یخاف الله ویخشاه، ولن یرتکب أو یلوث یده بمثل هذا الإثم حیث تقول الآیة: (لئن بسطت إلى یدک لتقتلنی ما أَنا بباسط یدی لأقتلک إنّی أخاف الله رب العالمین ).

وأضاف هذا الأخ الصالح ـ مخاطباً أخاه الذی أراد أن یقتله ـ أنّه لا یرید أن یتحمل آثام الآخرین، قائلا له: (إنّی أرید أن تبو (1) بإثمی وإثمک ) (أی لأنّک إن نفذت تهدیدک فستتحمل ذنوبی السابقة أیضاً، لأنّک سلبت منی حق الحیاة وعلیک التعویض عن ذلک، ولما کنت لا تمتلک عملا صالحاً لتعوض به، فما علیک إلاّ أن تتحمل إثمی أیضاً، وبدیهی أنک لو قبلت هذه المسؤولیة الخطیرة فستکون حتماً من أهل النار، لأنّ النار هی جزاء الظالمین) کما تقول الآیة: (فتکون من أصحاب النار وذلک جزاء الظالمین ).


1. إن کلمة «تبوء» مشتقة من المصدر «بواء» أی «العودة».

 

سورة المائدة / الآیة 27 ـ 29 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma