العداء الأبدی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 14 بحوث

لقد تناولت الآیة السابقة ظاهرة نقض بنی إسرائیل للعهد الذی أخذه الله منهم، أمّا الآیة الأخیرة ـ هذه ـ فهی تتحدث عن نقض العهد عند النصارى الذین نسوا قسماً من أوامر الله التی کلّفوا بها ـ فتقول الآیة فی هذا المجال: (ومن الذین قالوا إنّا نصارى أخذنا میثاقهم فنسوا حظّاً ممّا ذکروا به ) فهذه الآیة تدل بوضوح على أنّ النصارى ـ أیضاً ـ کانوا قد عقدوا مع الله عهداً على أن لا ینحرفوا عن حقیقة التوحید، وأن لا ینسوا أوامر وأحکام الله، وأن لا یکتموا علائم خاتم النّبیین (صلى الله علیه وآله)، لکنّهم تورطوا بنفس ما تورط به الیهود مع فارق واحد، وهو أنّ القرآن الکریم یصرّح بالنسبة للیهود بأنّ القلیل منهم کانوا من الصالحین، بینما یذکر القرآن بأنّ مجموعة من النصارى اختارت طریق الانحراف، حیث یفهم من هذه التعبیر أنّ المنحرفین من الیهود کانوا أکثر من المنحرفین من النصارى.

إنّ تاریخ تدوین الأناجیل المتداولة یدل على أنّها کتبت بعد المسیح (علیه السلام) بسنین طویلة وبأیدی بعض المسیحیین، وهذا هو دلیل وجود الکثیر من التناقض الصریح فیها، ویدلنا هذا ـ أیضاً ـ على أنّ کتبة الأناجیل قد نسوا ـ بصورة تامّة ـ أجزاء غیر قلیلة من الإنجیل الأصلی، ووجود خرافات فی الأناجیل المتداولة من قبیل قصة صنع المسیح (علیه السلام) للخمرة (1)الأمر الذی یرفضه العقل ویتنافى حتى مع بعض آیات التوراة والإنجیل المتداولین، وکذلک قصّة مریم المجدلیة (2) وغیرها من القصص، کلها دلیل على ذلک التناقض.

أمّا کلمة «نصارى» التی وردت فی الآیة فهی صیغة جمع نصرانی، فقد وردت تفاسیر مختلفة حولها، ومنها أن المسیح قد تربى فی صباه ببلدة الناصرة، وقیل ـ أیضاً ـ أنّ هذه الکلمة هی نسبة إلى نصران، وهی قریة یولیها المسیحیون احتراماً خاصاً، ویحتمل ـ أیضاً ـ أن یکون وجه التسمیة ناشئاً عن قول المسیح (علیه السلام) کما تحکیه الآیة عنه إذ تقول: (کما قال عیسى بن مریم للحواریین من انصاری إلى الله قال الحواریون نحن أنصار الله ) (3) فسمّی المسیحیون لذلک بالنصارى.

ولما کان جمع من النصارى یقولون ما لا یفعلون، ویزعمون أنّهم من أنصار المسیح (علیه السلام)یقول القرآن فی هذه الآیة: (ومن الذین قالوا إنّا نصارى... ) وهم لم یکونوا صادقین فی دعواهم هذه، لذلک تستطرد الآیة الکریمة فتبیّن نتیجة هذا الإدعاء الکاذب، وهو انتشار عداء أبدی فیما بینهم حتى یوم القیامة، کما تقول الآیة: (فاغرینا بینهم العداوة والبغضاء إلى یوم القیامة ).

کما ذکرت الآیة نوعاً آخر من الجزاء والعقاب لهذه الطائفة النصرانیة، وهو أنّهم سوف یعلمون نتیجة أعمالهم وسیرونها بأعینهم حیث تقول الآیة: (سوف ینبئهم الله بما کانوا یصنعون ).


1. إنجیل یوحنا، الإصحاح 2، الآیات 2 ـ 12.
2. إنجیل لوقا، الإصحاح 7، الآیات 36 ـ 47.
3. الصف، 14.

 

 

 

سورة المائدة / الآیة 14 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma