إنّ هذه السورة من السور المدنیة، وتشتمل على مئة وعشرین آیة، وقیل أنّها نزلت بعد سورة الفتح، وتدل روایات على أنّها نزلت کلّها فی فترة حجّة الوداع بین مکّة والمدینة (1).

وتشتمل هذه السورة على مجموعة من المعارف والعقائد الإسلامیة بالإضافة إلى سلسلة من الأحکام والواجبات الدینیة.

وقد وردت فی القسم الأوّل منها الإشارة إلى قضیة الخلاف بعد النّبی (صلى الله علیه وآله) وقضایا اُخرى مثل: عقیدة التثلیث المسیحیة، ومواضیع خاصّة بیوم القیامة والحشر واستجواب الأنبیاء حول اُممهم.

أمّا القسم الثّانی فقد اشتمل على قضیة الوفاء بالعهود والمواثیق، وقضایا العدالة الاجتماعیة، والشهادة العادلة، وتحریم قتل النفس (من خلال ذکر قضیة إبنی آدم، وقتل قابیل لأخیه هابیل) بالإضافة إلى بیان أقسام من الأغذیة المحرمة والمحللة، وأقسام من أحکام الوضوء والتیمم.

أمّا وجه تسمیة السورة بـ «سورة المائدة» فهو لورود قصّة نزول المائدة (2) السماویة على حواری المسیح (علیه السلام) فی الآیة 114 منها.

1. تفسیر المنار، ج 6، ص 116، ویجب الإنتباه إلى أنّ المقصود بالسورة المدنیة، هو نزولها بعد هجرة النّبی (صلى الله علیه وآله) من مکّة إلى المدینة، حتى لو لم تکن السورة قد نزلت فی المدینة نفسها.
2. «المائدة» بمعنى الخوان الذی یوضع فیه الطعام.