اُسطورة التثلیث الوهمیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 171 عقیدة التثلیث أکبر خرافة مسیحیة

تتطرق هذه الآیة والآیة التی تلیها إلى واحد من أهم انحرافات الطائفة المسیحیة، وهذا الانحراف هو اعتقاد المسیحیین بالتثلیث، أی وجود آلهة ثلاثة ویأتی التطرق إلى هذا البحث فی سیاق البحوث القرآنیة التی وردت فی الآیات السابقة عن أهل الکتاب والکفّار.

فهذه الآیة تحذر فی البدایة أهل الکتاب من المغالاة والتطرف فی دینهم، وتدعوهم أن لا یقولوا على الله غیر الحق، حیث تقول:(یا أهل الکتاب لا تغلوا فی دینکم ولا تقولوا على الله إلاّ الحق).

لقد کانت قضیة الغلوّ فی حق القادة السابقین إحدى أخطر منابع الانحراف فی الأدیان السماویة، فالإنسان بما أنّه یمیل إلى ذاته یندفع بهذا المیل إلى إظهار زعمائه وقادته بصورة أکبر ممّا هم علیه، لکی یضفی على نفسه الأهمیّة والعظمة من خلال هؤلاء القادة، وقد یدفع الإنسان التصور الواهی بأن الإیمان هو المبالغة والغلو فی احترام وتعظیم القادة ـ إلى الوقوع فی متاهات هذا النوع من الانحراف الرهیب.

والغلو فی أصله ینطوی على عیب کبیر یفسد العنصر الأساسی للدین ـ الذی هو عبادة

الله وتوحیده ـ ولهذا السبب فقد عامل الإسلام الغلاة أو المغالین بعنف وشدّة، إذ عرفت کتب الفقه والعقائد هذه الفئة من الناس بأنّهم أشد کفراً من الآخرین.

بعد ذلک تشیر الآیة الکریمة إلى عدّة نقاط، یعتبر کل واحد منها فی حدّ ذاته دلیلا على بطلان قضیة التثلیث، وعدم صحة اُلوهیة المسیح (علیه السلام)، وهذه النقاط هی:

لقد حصرت الآیة بنوة السید المسیح (علیه السلام) بمریم (علیها السلام) (إنّما المسیح عیسى بن مریم رسول اللّه )، وإشارة البنوة ـ هذه الواردة فی ستة عشر(1) مکاناً من القرآن الکریم ـ إنّما تؤکّد أنّ المسیح (علیه السلام)هو إنسان کسائر الناس، خلق فی بطن اُمّه، ومرّ بدور الجنین فی ذلک الرحم، وفتح عینیه على الدنیا حین ولد من بطن مریم (علیها السلام) کما یولد أفراد البشر من بطون اُمهاتهم ومرّ بفترة الرضاعة وتربى فی حجر اُمّه، ممّا یثبت بأنّه امتلک کل صفات البشر فکیف یمکن ـ وحالة المسیح (علیه السلام) هذه ـ أن یکون إلهاً أزلیاً أبدیاً، وهو فی وجوده محکوم بالظواهر والقوانین المادیة الطبیعیة ویتأثر بالتحولات الجاریة فی عالم الوجود؟!

وعبارة الحصر التی هی «إنّما» الواردة فی الآیة تحصر بنوة المسیح (علیه السلام) بمریم (علیها السلام)وتؤکّد على أنّه وإنّ لم یکن له والد، فلیس معنى ذلک أنّ أباه هو الله، بل هو فقط ابن مریم (علیها السلام).

تؤکّد الآیة الکریمة أنّ المسیح (علیه السلام) هو رسول الله ومبعوث إلى البشر من قبله سبحانه وتعالى، وإن هذه المنزلة ـ أی منزلة النّبوة ـ لا تتناسب ومقام الألوهیة.

والجدیر بالذکر هو أنّ معظم کلام المسیح (علیه السلام) الوارد قسم منه فی الأناجیل المتداولة فی الوقت الحاضر، إنّما یؤکّد نبوته وبعثته لهدایة الناس، ولیس فیه دلالة على ادعائه الألوهیة والربوبیة.

تبیّن الآیة أن عیسى المسیح (علیه السلام) هو کلمة الله التی ألقاها إلى مریم (علیها السلام) حیث تقول: (وکلمته ألقاها إلى مریم ).

وقد وردت عبارة: «کلمة» فی وصف المسیح فی عدد من الآیات القرآنیة، وهذه إشارة إلى کون المسیح مخلوقاً بشریاً، إذ أن الکلمات مخلوقة من قبل الله، کما أنّ الموجودات فی الکون من مخلوقاته عزَّ وجلّ، فکما أنّ الکلمات تبیّن مکنونات أنفسنا ـ نحن البشر ـ وتدل على صفاتنا وأخلاقیاتنا، فإنّ مخلوقات الکون تحکی صفات خالقها وجماله وتدل على جلاله وعظمته.

وعلى هذا الأساس فقد وردت عبارة «کلمة» فی عدد من العبارات القرآنیة، لتشمل جمیع مخلوقات الله، کما فی الآیة 109 من سورة الکهف والآیة 29 من سورة لقمان، وبدیهی أنّ الکلمات الإلهیة تتفاوت بعضها مع البعض فی المنزلة والأهمّیة وعیسى (علیه السلام) یعتبر إحدى کلمات الله البارزة الأهمیّة، لکونه ولد من غیر أب، إضافة إلى کونه یتمتع بمقام الرسالة الإلهیة.

تشیر الآیة إلى أنّ عیسى المسیح (علیه السلام) هو روح مخلوقة من قبل الله، حیث تقول (وروح منه ) وهذه العبارة التی وردت فی شأن خلق آدم ـ أو بعبارة اُخرى خلق البشر أجمعین ـ فی القرآن الکریم، إنّما تدل على عظمة تلک الروح التی خلقها الله تعالى وأودعها فی أفراد البشر بصورة عامّة، وفی المسیح (علیه السلام) وسائر الأنبیاء بصورة خاصّة.

وعلى الرغم من أنّ البعض أساء الاستفادة من هذه العبارة وفسّرها بأنّ المسیح (علیه السلام) هو جزء من الله سبحانه وتعالى، مستنداً إلى عبارة «منه» ولکن الواضح فی مثل هذه الحالات أنّ کلمة «من» لیست للتبعیض، بل تدل على مصدر ومنشأ وأصل وجود الشیء.

وهناک طریفة تاریخیة تذکر أنّه کان لهارون الرشید طبیب نصرانی، دخل یوماً فی نقاش مع «علی بن الحسین الواقدی» وهو أحد المفکرین الإسلامیین فی ذلک العصر، فقال له هذا الطبیب: «توجد فی کتابکم السماوی آیة تبیّن أنّ المسیح (علیه السلام)هو جزء من الله ...» وتلا هذا النصرانی الآیة موضوع البحث، فرد علیه «الواقدی» مباشرة تالیاً هذه الآیة: (وسخر لکم ما فی السموات وما فی الأرض جمیعاً منه... )(2)، وأضاف مبیّناً أنّ کلمة «من» لو کانت تفید التبعیض، لإقتضى ذلک أن تکون جمیع موجودات السماء والأرض ـ بناء على هذه الآیة ـ جزءاً من الله، فلما سمع الطبیب النصرانی کلام الواقدی أسلم فی الحال، وسرّ إسلامه هارون الرشید فکافأ الواقدی بجائزة مناسبة(3).

إنّ ما یثیر العجب ـ إضافة إلى ما ذکر ـ هو أنّ المسیحیین یرون ولادة المسیح من اُمّ دون أب دلیلا على اُلوهیته، وهم ینسون فی هذا المجال أنّ آدم (علیه السلام) کان قد ولد من غیر أب، ولا اُم، ولم یر أحد هذه الخصیصة الموجودة فی آدم دلیلا على ربوبیته.

بعد ذلک تؤکّد الآیة على ضرورة الإیمان بالله الواحد الأحد وبأنبیائه، ونبذ عقیدة التثلیث، مبشرة المؤمنین بأنّهم إن نبذوا هذه العقیدة فسیکون ذلک خیراً لهم حیث قالت الآیة: (فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خیراً لکم ).

وتعید الآیة التأکید على وحدانیة الله قائلة: (إنّما الله إله واحد ) وهی تخاطب المسیحیین لأنّهم حین یدعون التثلیث یقبلون ـ أیضاً ـ بوحدانیة الله، فلو کان لله ولد لوجب أن یکون شبیهه، وهذه حالة تناقض أساس الوحدانیة.

فکیف ـ إذن ـ یمکن أن یکون لله ولد، وهو منزّه من نقص الحاجة إلى زوجة أو ولد، کما هو منزّه من نقائص التجسیم وأعراضه؟ تقول الآیة: (سبحانه أن یکون له ولد ) والله هو مالک کل ما فی السموات وما فی الأرض والموجودات کلها مخلوقاته وهو خالقها جمیعاً، والمسیح (علیه السلام) ـ أیضاً ـ واحد من خلق الله، فکیف یمکن الإدعاء بهذا الاستثناء فیه؟ وهل یمکن المملوک والمخلوق أن یکون ابناً للمالک والخالق؟! حیث تؤکد الآیة: (له ما فی السّماوات وما فی الأرض ) والله هو المدبر والحافظ والرازق والراعی لمخلوقاته، تقول الآیة: (وکفى بالله وکیلا ).

والحقیقة هی أنّ الله الأزلی الأبدی الذی یرعى جمیع الموجودات منذ الأزل إلى الأبد لا یحتاج مطلقاً إلى ولد، فهل هو کسائر الناس لکی یحتاج إلى ولد یخلفه من بعد الموت؟


1. البقرة، 87 و153; آل عمران، 45; النساء، 157 و171; المائدة، 46، 78، 110، 112، 114 و116; مریم، 34; الاحزاب، 7; الحدید، 27; الصف، 6 و14.
2. الجاثیة، 13.
3. تفسیر المنار، ج 6، ص 84.

 

سورة النساء / الآیة 171 عقیدة التثلیث أکبر خرافة مسیحیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma