مصیر الصالحین والطالحین من الیهود

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 160 ـ 162 سورة النساء / الآیة 163 ـ 166

لقد أشارت الآیات السابقة إلى نماذج من انتهاکات الیهود، أما الآیات الأخیرة فإنّما ذکرت نماذج اُخرى من تلک الإنتهاکات، وبیّنت العقوبات التی استحقها الیهود بسبب تمردهم وعصیانهم، والعذاب الذی لا قوه وسیلاقوه نتیجة لذلک فی الدنیا والآخرة.

فالآیة الاُولى من الآیات الأخیرة تبیّن أنّ الله قد حرّم بعضاً من الأشیاء الطاهرة على الیهود بسبب ممارستهم الظلم والجور، وتصدیهم للسائرین فی طریق الله، حیث تقول الآیة: (فبظلم من الذین هادوا حرمنا علیهم طیبات اُحلت لهم وبصدهم عن سبیل الله کثیراً ) کما عاقبهم الله بالحرمان من تلک الطیبات لتعاملهم بالربا على الرغم من منعهم من ممارسة المعاملات الربویة ولإستیلائهم على أموال الآخرین بطرق غیر مشروعة، فتقول الآیة فی هذا المجال: (وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأکلهم أموال الناس بالباطل ).

وتؤکّد الآیة أنّ عذاب الیهود لمعاصیهم تلک لا یقتصر على العقاب الدنیوی، بل سیذیقهم الله ـ أیضاً ـ عقاب وعذاب الآخرة الألیم الذی یشمل الکافرین من الیهود، تقول الآیة الکریمة: (واعتدنا للکافرین منهم عذاباً ألیماً ).

وتجدر الإشارة ـ هنا إلى عدة أمور، وهی:

إنّ المقصود بالطیبات المحرمة على الیهود هی تلک التی ذکرتها الآیة 146 من سورة الأنعام، والتی شملت بعض الحیوانات وشحوم حیوانات اُخرى کالبقر والأغنام التی أحبّها الیهود، ولم یکن هذا التحریم تحریماً تکوینیاً، بل کان تحریماً تشریعیاً قانونیاً، أی أن الیهود منعوا من استعمال هذه النعم مع أنّها کانت متیسرة فی أیدیهم.

وقد جاء ذکر بعض هذا التحریم فی التوراة المتداولة بید الیهود حالیاً، فی «سفر الآویین» فی الفصل الحادی عشر، ولکن لم تشر التوراة الحالیة إلى الطابع العقابی لهذا التحریم(1).

أمّا هل أنّ هذا التحریم یتمیز بطابع شمولی، أی هل یشمل غیر الظالمین من الیهود، أم یخص الظالمین وحدهم؟ فإنّ ظاهر الآیة المذکورة أعلاه والآیة 146 من سورة الأنعام، یدلان على أنّ التحریم له طابع عام بدلالة عبارة «لهم» على عکس العقاب الاُخروی الذی تخصصه الآیة (للکافرین منهم ) وعلى هذا الأساس فإن هذا التحریم له طابع عقابی بالنسبة للظالمین من الیهود، کما یحمل طابع الاختبار والامتحان بالنسبة لأخیارهم الذین یشکلون الأقلیة فیهم.

وقد ذهب بعض المفسّرین إلى أنّ هذا التحریم یشمل الظالمین من الیهود فقط، کما تدل بعض الروایات على هذا الرأی ـ أیضاً ـ فقد جاء فی تفسیر البرهان فی تفسیر الآیة 146 من سورة الأنعام، نقلا عن الإمام الصّادق (علیه السلام): «إنّ زعماء بنی إسرائیل کانوا قد حرّموا على فقراء طائفتهم أکل لحوم الطیور وشحوم الحیوانات، ولهذا السبب حرم الله على هؤلاء الظالمین مثل هذه الطیبات عقاباً لهم على ظلمهم وجورهم(2)».

وتدل هذه الآیة ـ أیضاً ـ على أنّ تشریع تحریم «الربا» لم یقتصر على الإسلام وحده، بل کان محرماً لدى الأقوام والدیانات السابقة، والتوراة المتداولة حالیاً والمحرفة إنّما تحرم على الیهود أخذ الربا من ابناء عقیدتهم فقط، ولا تعتبر أخذه من أبناء الدیانات الأخرى حراماً علیهم(3).

وقد أشارت الآیة الثّالثة من الآیات الأخیرة إلى حقیقة مهمّة اعتمدها القرآن الکریم مراراً فی آیات متعددة، وهی أنّ ذمّ الیهود وانتقادهم فی القرآن لا یقومان على أساس عنصری أو طائفی على الإطلاق، لأنّ الإسلام لم یذم ابناء أی طائفة أو عنصر لإنتمائهم الطائفی أو العرقی، بل وجه الذم والإنتقاد للمنحرفین والضالمین منهم فقط، لذلک استثنت هذه الآیة المؤمنین الأتقیاء من الیهود ومدحتهم وبشّرتهم بنیل أجر عظیم، حیث تقول الآیة الکریمة: (لکن الراسخون فی العلم منهم والمؤمنون یؤمنون بما أنزل إلیک وما أنزل من قبلک والمقیمین الصّلاة والمؤتون الزکاة والمؤمنون بالله والیوم الآخر اُولئک سنؤتیهم أجراً عظیماً )(4).

وقد آمن جمع من کبار الطائفة الیهودیة بالإسلام حین بعث النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله) وحین شاهدوا على یدیه الکریمتین دلائل أحقّیة الإسلام، ودافع هؤلاء بأرواحهم وأموالهم عن الإسلام، وکانوا موضع احترام وتقدیر النّبی (صلى الله علیه وآله) وسائر المسلمین.

 


1. راجع الى تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 93 من سورة آل عمران.
2. تفسیر البرهان، ج 1، ص 559.
3. التوراة، سفر التثنیة، الفصل 23، الجملتان 19 و20.
4. لقد شرحنا بنوع من التفصیل، معنى عبارة ( الراسخون فی العلم ) وذلک ذیل الآیة 7 من سورة آل عمران من تفسیرنا هذا.

 

سورة النساء / الآیة 160 ـ 162 سورة النساء / الآیة 163 ـ 166
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma