قرع السّلاح بسلاح یشابهه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 104 التّفسیر

روی عن ابن عباس ومفسّرین آخرین أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) ـ بعد الأحداث الألیمة لواقعة أحد ـ صعد إلى جبل أحد وکان على الجبل أبوسفیان، فخاطب النّبی بلهجة الفاتح بقوله: «یا محمّد یوم بیوم بدر!» وعنى أبوسفیان بذلک أنّ انتصارهم فی اُحد کان مقابل هزیمتهم فی واقعة بدر.

فطلب النّبی (صلى الله علیه وآله) من المسلمین أن یردوا علیه فوراً، ولعل النّبی أراد أن یثبت لأبی سفیان إنّ من تربّوا فی ظل الرسالة الإسلامیة یتمتعون بکامل الوعی، فرد المسلمون على أبی سفیان: هیهات أن یستوی الوضع بین المؤمنین والمشرکین، فشهداء المؤمنین فی الجنّة وقتلى المشرکین فی النّار.

فأجاب أبو سفیان ـ صارخاً ومفتخراً ـ بالعبارة التالیة:

«لنا العزّى ولا عزّى لکم» فردّ علیه المسلمون:

«الله مولانا ولا مولى لکم» ولما عجز أبوسفیان عن الردّ على هذا الجواب والشعار الإسلامی الحی تخلى عن صنمه «العزى» وعرج على صنم آخر هو «هبل» متوسلا إلیه بقوله: «اُعل هبل، اُعل هبل» فردّ علیه المسلمون بجواب قوی علّمهم إیاه نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)وهو:

«الله أعلى وأجل».

فما أعیت أبا سفیان الحیلة ولم تجده شعاراته الوثنیة نفعاً قال صارخاً: «موعدنا فی أرض بدر الصغرى».

عاد المسلمون من ساحة القتال مثخنین بالجراح، وحین کان یعتصرهم الألم من أحداث اُحد، نزلت الآیة المذکورة أعلاه محذرة المسلمین من الغفلة عن المشرکین مطالبة إیاهم بملاحقة قوى الشرک دون کلل أو ملل، وأن لا یتأثروا بحوادث مؤلمة کحادثة اُحد، فهبّ المسلمون وهم فی تلک الحالة لملاحقة العدو، فما أن سمع المشرکون بعزم المسلمین حتى أسرعوا الخطى مبتعدین عن المدینة وعادوا إلى مکّة (1).

إنّ سبب النّزول هذا یعلّمنا أنّ المسلمین یجب أن لا یغیب عن بالهم أنواع التکتیک الذی یستخدمه العدو، وأن یواجهوا کل أسلوب حربی یتبعه العدو، سواء الأسلوب القتالی أو النفسی بأسلوب إسلامی أقوى، وأعنف من أسلوب العدو، وأن یواجهوا منطق الأعداء بمنطق أقوى وأشد، ویقابلوا سلاحهم بسلاح أمضى، وحتى شعارات الأعداء یجب أن تقابل بشعارات إسلامیة ضاربة، وبغیر ذلک فإنّ الریاح ستجری بما یشتهیه الأعداء.

ومن هذا المنطلق، فإنّنا نحن المسلمین ـ بدلا من أن نجلس ونذرف الدموع على ما مر ویمرّ علینا من أحداث مؤلمة مریرة، وما تشهده مجتمعاتنا من مفاسد رهیبة تحیط بهذه المجتمعات من کل جانب، علینا أن نبادر بصورة فعالة إلى العمل، فنواجه العدوان المکتوب بکتابات تدحضه وتقمعه، ونواجه الإعلام الضال المسموم المضلل بأسلوب إعلامی یحبطه ویقضی على أمره، ونقابل مراکز اللهو الخلیع ببناء مراکز للهو البرىء السلیم لشبابنا وابنائنا، ونقرع الأفکار والأطروحات والمذاهب السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة بالفکر الإسلامی الجامع باسلوب عصری یفهمه الجمیع.

وإذا استطعنا أن نواجه اعداءنا بهذه الصورة فقد أفلحنا فی الحفاظ على کیاننا الإسلامی، وفی أن نبرز للعالم بشکل مجتمع تقدمی أصیل.


1. تفسیر التبیان، ج 3، ص 314، تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 180.

 

سورة النساء / الآیة 104 التّفسیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma