لقد ذکرت الرّوایات والتفاسیر الإسلامیة أسباب عدة لنزول هذه الآیة، وکلها تتشابه مع بعضها الآخر، ومن ذلک أنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) حین عاد من واقعة خیبر بعث أسامة بن زید مع جمع من المسلمین إلى یهود کانوا یسکنون فی قریة فدک، من أجل دعوتهم إلى الإسلام أو الإذعان لشروط الذمّة، مرداس الیهودی، وهو أحد الذین عرفوا بقدوم جیش الإسلام وکان قد أخذ أمواله وأولاده ولجأ بهم إلى أحد الجبال، هبّ لاستقبال المسلمین وهو یشهد بوحدانیة الله ورسالة النّبی (صلى الله علیه وآله)، وقد ظن أسامة بن زید أن هذا الیهودی یتظاهر بالإسلام خوفاً على نفسه وحفظاً لماله وأنّه لا یبطن الإسلام فی الحقیقة فعمد اُسامة إلى قتل هذا الیهودی واستولى على أغنامه، وما أن وصل نبأ هذه الواقعة إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) تأثر تأثراً شدیداً منها وقال (صلى الله علیه وآله) ما معناه إنّ اُسامة لم یکن لیعرف ما فی نفس هذا الإنسان فلعله کان قد أسلم حقیقة.
عند ذلک نزلت الآیة المذکورة فحذرت المسلمین من أن تکون الغنائم الحربیة أو أمثالها سبباً فی رفض إسلام من یظهر الإسلام، مؤکدة ضرورة قبول إسلام مثل هذا الإنسان. (1)