بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
بعض الأحکام الفقهیةسورة النساء / الآیة 44 ـ 45

هنا لابدّ من التنبیه إلى نقاط عدیدة:

إنّ عبارة (فلم تجدوا ماء ) المبدؤة بفاء التفریع ترتبط بعبارة (أو على سفر ) یعنی أنّکم إذا کنتم فی سفر ولم تجدوا ماء للوضوء أو الغسل، فتحتاجون إلى التیمم، لأنّ الإنسان قلّما تتفق له هذه الحالة وهو فی البلد، ومن هنا یتبیّن بطلان ما قاله بعض المفسّرین ـ مثل صاحب المنار ـ من أن مجرّد السفر وحده کاف للتکلیف بالتیمم بدل الوضوء حتى لو کان الشخص المسافر واجداً للماء، فإنَّ فاء التفریع فی قوله (فلم تجدوا ) یبطل هذا الکلام، لأنّ المفهوم منه هو أنّ السفر قد یوجب أحیاناً عدم التمکن من الماء، وهنا لا مناص من التیمم، لا أنّ السفر بوحده یسوغ التیمم، والعجب أنّ الکاتب المذکور تحامل على فقهاء الإسلام فی هذا المجال من دون مبرر لهذا التحامل.

إنّ کلمة (أو) فی قوله تعالى: (أو جاء أحد منکم من الغائط ) هی بمعنى (الواو) لأنّ مجرّد المرض أو السفر لا یوجب التیمم، بل یجب التیمم إذا تحققت موجبات التیمم أو الغسل فی هذا الحال.

إنّ «العفة فی البیان» المعهودة من القرآن دفعت بالقرآن فی هذه الآیة ـ کما فی الآیات الکثیرة الاُخرى ـ إلى أن یعبّر عن قضاء الحاجة بعبارة تفهم المراد من جانب، ولا تکون غریبة وغیر مناسبة من جانب آخر إذ یقول: (أو جاء أحد منکم من الغائط ).

وتوضیح ذلک أنّ «الغائط» ـ على خلاف ما یفهم منه هذا الیوم ـ یعنی فی أصل اللغة: المنخفض من الأرض الذی کان یقصده الإنسان وسکان الصحاری والمسافرون فی تلک

العهود لقضاء الحاجة فیه لیسترهم عن أعین الناظرین، وعلى هذا یکون معنى هذه الجملة هو: إذا عاد أحدکم من المکان المنخفض من الأرض، الذی هو فی جملته کنایة عن قضاء الحاجة.

والملفت للنظر أن القرآن استعمل لفظة «أحد منکم» بدل ضمیر الجمع المخاطب المصدر بالفعل أی «جئتم» لیحافظ على خصیصة «عفّة البیان» التی تجلّى بها القرآن الکریم أکثر فأکثر.

وهکذا الحال عند ما یتحدّث عن الجماع فإنّ القرآن یشیر إلى هذا الموضوع بعبارة (أو لامستم النساء ) ولفظة اللمس کنایة جمیلة عن المقاربة الجنسیة.

سنتحدث بتفصیل حول بقیة خصوصیات التیمم عند تفسیر قوله تعالى: (صعیداً طیباً ) فی ذیل الآیة 6 من سورة المائدة إن شاء الله.

فلسفة التیمم: یتساءل کثیرون: ما الفائدة من ضرب الیدین بالتراب ومسح الجبین وظهر الیدین بهما خاصّة أنّنا نعلم أن کثیراً من الأتربة ملوثة، وناقلة للمیکروبات والجراثیم؟

فی جواب هذه الأسئلة نشیر إلى نقطتین مهمتین:

الاُولى: الفائدة الخلقیة، فإن التیمم إحدى العبادات، وتتجلى فیها روح العبادة بکل معنى الکلمة، لأنّ الإنسان یمسّ جبهته التی هی أشرف الأعضاء فی بدنه بیدیه المتربتین لیظهر بذلک خضوعه لله وتواضعه فی حضرته ولسان حاله یقول: یا ربّی إنّ جبهتی وکذا یدای خاضعات أمامک إلى أبعد حدود الخضوع والتواضع، ثمّ یتوجه عقیب هذا العمل إلى القیام بالصلاة وسائر العبادات المشروطة بالغُسل والوضوء، وبهذا الطریق یزرع التیمم فی نفس الإنسان روح الخضوع لله، وینمی فیه صفة التواضع فی حضرة ذی الجلال، ویدرّبه على العبودیة له سبحانه، والشکر لأنعمه تعالى.

الثّانیة: الفائدة الصحیة، فقد ثبت الیوم بأنّ التراب بحکم احتوائه على کمیات کبیرة من البکتریا تزیل التلوثات، إنّ البکتریات الموجودة فی التراب والتی تعمل على تحلیل الموارد العضویة وإبادة کل أنواع العفونة، توجد ـ فی الأغلب ـ بوفرة فی سطح الأرض، والأعماق القریبة التی یمکن لها الإنتفاع بنور الشمس والهواء بصورة أکثر، ولهذا عند ما تدفن جثث الأموات من البشر أو الحیوان فی الأرض، وکذا ما یشابهها من المواد العضویة،

نجدها تتحلل فی مدّة قصیرة تقریباً وتتلاشى بؤر التعفن على أثر هجوم البکتریات علیها، ومن المسلّم أنّ هذه الخاصّیة لو لم تکن فی التربة لتحولت الکرة الأرضیة فی مدّة قصیرة إلى بؤرة عفونة قاتلة.

إنّ للتربة خاصّیة تشبه مواد «الأنتوبیوتیک» التی لها أثر فعال جدّاً فی قتل وإبادة المیکروبات.

وعلى هذا لا یکون التراب عاریاً عن التلوّث فقط، بل هو مطهّر فعّال للتلوثات، ویمکنه ـ من هذه الجهة ـ أن یحل محل الماء بفارق واحد، هو أنّ الماء یحلل المیکروبات، ویذهب بها معه، فی حین أن مفعول التراب یقتصر على قتل المیکروبات فقط.

ولکن یجب الإنتباه إلى أنّ التراب الذی یستعمل فی التیمم یجب أن یکون طاهراً نظیفاً، کما أشار الیه القرآن الکریم فی تعبیره الجمیل إذا یقول: (طیباً ).

والجدیر بالإنتباه أنّ التعبیر بـ«الصعید» المشتق من «الصعود» یشیر إلى أنّ أفضل أنواع التربة الذی ینبغی أن تختاره للتیمم هو التربیة الموجودة فی سطح الأرض، یعنی تلک التربة التی هی عرضة لأشعة الشمس والملیئة بالهواء والبکتریا المبیدة للمیکروبات، فإذا کانت تلک التربة المستعملة فی التیمم طیبة وطاهرة أیضاً کان التیمم بها ینطوی على الآثار المذکورة من دون أن یکون فیه أی ضرر أو أیة مضاعفات. (وسنتحدث فی هذا المجال أیضاً عند تفسیر المقطع الأخیر من الآیة 6 فی سورة المائدة).

 

بعض الأحکام الفقهیةسورة النساء / الآیة 44 ـ 45
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma