ما هی «الذّرة»؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 40 سورة النساء / الآیة 41 ـ 42

«الذّرة» فی الأصل هی النملة الصغیرة التی لا ترى، وقال البعض: هی من أجزاء الهباء والغبار فی الکّوة التی تظهر عند دخول شعاع الشمس خلالها، وقیل أیضاً أنّه الغبار الدقیق المتطایر من یدی الإنسان إذا جعلهما على التراب وما شابهه ثمّ نفخهما.

ولکنّها اُطلقت تدریجاً على کل شیء صغیر جدّاً، وتطلق الآن ویراد منها ما یتکون من الإلکترون والبروتون أیضاً، لأنّها إذا کانت تطلق سابقاً على أجزاء الغبار، فلأن تلک الأجزاء کانت أصغر أجزاء الجسم، ولکن حیث ثبت الیوم أنّ أصغر أجزاء «الجسم المرکب» هو «المولوکول» أو الجزیئة، وأصغر أجزاء «الجسم البسیط» هو «الذّرات»، أختیرت لفظة «الذّرة» فی الاصطلاح العلمی على تلک الجزئیات التی لا ترى بالعین المجرّدة، بل لا یمکن أن ترى حتى بأقوى المیکروسکوبات الإلکترونیة، وإنّما یحسّ بوجودها من خلال القوانین والمعادلات العلمیة والتصویر بآلات مزودة بأدقّ الأجهزة وأقواها، وبما أنّ «مثقال» یعنی الثقل، فإنّ التعبیر بمثقال ذرة یعنی جسماً فی غایة الدقة والصغر.

إنّ الآیة الحاضرة تقول: إنّ الله لا یظلم قط زنة ذرة، بل یضاعف الحسنة إذا قام بها أحد، ویعطی من لدنه على ذلک أجراً عظیماً: (إنّ الله لا یظلم مثقال ذرة وإن تک حسنة یضاعفها ویؤت من لدنه أجراً عظیماً ).

إنّ هذة الآیة ـ فی الحقیقة ـ تقول للکافرین الذین یبخلون والذین مرّ الحدیث عن أحوالهم فی الآیات السابقة: إنّ العقوبات التی تصیبکم ما هی فی الحقیقة إلاّجزاء ما قمتم به من الأعمال، وأنّه لا یصیبکم أی ظلم من جانب الله، بل لو أنّکم ترکتم الکفر والبخل وسلکتم طریق الله لنلتم المثوبات العظیمة المضاعفة.

ثمّ إنّه لابدّ من الإنتباه إلى أن لفظة «ضعف» و«المضاعف» تعنی فی اللغة العربیة ما یعادل الشیء أو یربو علیه مرّات عدیدة، وعلى هذا الأساس لاتنافی هذه الآیة الآیات الاُخرى التی تقول: إن أجر الإنفاق قد یصل إلى عشرة أضعاف، وقد یصل إلى سبعمائة مرّة ... .

وعلى أی حال فإنّها تحکی عن لطف الله بالنسبة إلى عباده، حیث لا یعاقبهم على سیئاتهم وذنوبهم بأکثر ممّا عملوا، بینما یضاعف الأجر بمرات کثیرة إذا أتوا بحسنة واحدة.

یبقى أن نعرف لماذا لا یظلم الله سبحانه؟ فإنّ السبب فیه واضح، لأن الظلم عادة ـ إمّا ناشىء عن الجهل ، وإمّا ناشىء عن الحاجة، وإمّا ناشىء عن نقص نفسی.

ومن کان عالماً بکل شیء، وکان غنیّاً عن کل شیء، ولم یکن یعانی من أی نقص، لا یمکن صدور الظلم منه، فهو لا یظلم أساساً، لا أنّه تعالى لا یقدر على الظلم، ولا أن الظلم غیر متصوّر فی حقّه (کما تذهب إلیه طائفة من الأشاعرة)، بل مع قدرته تعالى على الظلم ـ لا یظلم أبداً لحکمته وعلمه، فهو یضع کل شیء فی عالم الوجود موضعه، ویعامل کل أحد حسب عمله، وطبقاً لسلوکه وسیرته.

 

سورة النساء / الآیة 40 سورة النساء / الآیة 41 ـ 42
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma