کانت العرب فی الجاهلیة تورث الذکور دون الإناث، وکانوا یعتقدون أنّه لا یرث من لا یطاعن بالرماح ولا یقدر على حمل السلاح، ولا یذود عن الحریم والمال، ولهذا کانوا یحرمون النساء والأطفال عن الإرث، ویورثون الرجال الأباعد، ولو کان من الورثة من هو أقرب منهم.
حتى إذا مات أنصاری یدعى «أوس بن ثابت» وقد ترک صغاراً من بنات وأولاد، فاقتسم أبناء عمومته «خالد» و«عرفجة» أمواله بینهم ولم یورثوا زوجته وأولاده الصغار من ترکته أبداً، فشکت زوجته إلى النّبی (صلى الله علیه وآله)، ولم یکن فی ذلک حکم إلى ذلک الحین، فنزلت هذه الآیة فاستدعى رسول الله (صلى الله علیه وآله) ذینک الشخصین، وأمرهما بأن لا یتصرفا فی أموال الأنصاری، وأن یترکا تلک الأموال إلى ورثة المیت من الطبقة الاُولى وهم زوجته وأولاده، بانتظار أن تنزل آیات اُخرى توضح کیفیة تقسیمها بین هؤلاء الورثة. (1)