ینقسم الوهابیون فی هذا العصر إلى قسمین:
1 ـ الوهابیون المتعصبون الذین یتهمون جمیع المسلمین فی العالم سواهم بالکفر والشرک ویفتون باستباحة دمائهم وأموالهم، ومن أبرز خصائص هذه الطائفة، الجمود الفکری والتعامل مع الآخر من موقع الخشونة والخصومة، والتهرب من الحوار المنطقی والعقلی، وقد ارتکبوا فی أفغانستان والعراق والباکستان وحتى فی موطنهم الأصلی «العربیة السعودیة» من المجازر وأشکال العنف والقسوة بحیث إنّ جمیع العالم یعیش الکراهیة لهم وقد رسموا للإسلام صورة مشوهة یستغرق تطهیر أفکار البشریة من آثارها سنوات مدیدة.
وقد وصل هؤلاء فی هذا العصر إلى طریق مسدود وهم على مقربة من نهایة العمروسیترکون الساحة قریباً.
2 ـ الوهابیون المعتدلون المثقفون من أهل المنطق والحوار الذین یحترمون أفکار وعقائد سائر المفکّرین ویجلسون على طاولة الحوار البنّاء مع سائر المسلمین.
هؤلاء لا یفتون بقتل غیرهم ولا یرون المسلمین من المذاهب
الاُخرى کفاراً ومشرکین، ولا یحکمون بإباحة أموالهم وأعراضهم، ونشاهد امتداد هؤلاء فی الأوساط الثقافیة أکثر ویزداد أتباعهم یوماً بعد آخر.
وهذه الظاهرة تمثل طلیعة مبارکة للعالم الإسلامی حیث انتشرت آثارهم وکتبهم فی الحجاز فی الآونة الأخیرة وظهرت أفکارهم على صفحات الجرائد والصحف ومن خلال المقابلات التلفزیونیة.
أمّا تفصیل هذا الموضوع فستجدونه فی هذا الکتاب.
قم ـ ناصر مکارم الشیرازی
تشرین الثانی 1974 م
شوال 1393 هـ . ق