سؤَال: کیف تلقَّیتم الرّدود علیکم فی مجلة (إطلاعات هفتکی)؟
الجواب: من حُسن الحظّ أنّ المقالات الثّلاث عشرة، التی کَتبناها فی مجلة (مکتب إسلام) فی هذا الشّأن، و الّتی وُضِعت الآن بشکل أکمل تحت تصرُّف القرّاء الکِرام، کانت سَبباً مُؤثِّراً لإنتشال الکثیرین من الشَّک و التردّد، و قد یکون هذا الموضوع، سَبباً فی السَّعی الحَثیث لبعض مُروِّجی هذه العقیدة الأساسییّن، لإعادة المیاه إلى مجاریها. و إنزعجوا إلى حدٍّ، جعلهم یسبّون و یشتمون الأرض و السّماء و أکابر عُلمائنا وَ مفاخرنا، لِیکشفوا عن ماهِیَّتهم.
و الرّدود التی أجابونا بها، و التی طُبعت فی أعداد من تلک المَجلة، کان سَیلا من اَلتهم الرّخیصة و قبضةً من الشَّتم و الکلام البَذِیء، بحقِّ عُظمائِنا الذین یفتِخر بِهم عالَم الإنسانیّة، و کتبهم تُدرَّس قُروناً فی أکبر جامعاتِ الغَرب، التی یفتخر هذا الکتاب بذکر إسمها.
و الأَسَوأ من کلّ هذا، قفزهم من غصن إلى آخر، و فِرارِهم
من الجَواب الأساسی، و إلهاء النّاس بسلسِلة من البُحوث المتفرقة، و أحیاناً بالقصّة و المِزاح و الأمور التی لا أساس لها، ظانّین أنّهم یؤثِّرون على معنویاتنا أو معنویات القراء الأعزّاء، بهذه الضحیّة المفتعلة.
لِذا فإنّ القرّاء الواعون، قد حکموا على تلک الرّدود، و أعلنوا إخفاق و إنهزام الخَصم فی هذا البحث، من خِلال رسائلهم، أو حِوارهم المُواجِه، و یعتبرون طعناتِهم و سَبِّهم و کلامهم البَذِیء، و فرارهم من المسائل الأساسِیّة دَلیلا دامِغاً على هزیمتهم، حتّى أنَّ قسماً من قُرّائنا، کتبوا رُدوداً على سَفسطة هذا الکِتاب و أرسلوها لنا.
نحن لا نشتم أحداً، و لا نفرُّ من جَواب، و لا نُسَفسِط و لا نُغالط، لأِنّنا لم نعط هکذا تعلیمات، و لا نشعر بحاجة إلى ذلک مِمّا لدینا من منطق قویٍّ، نحن لا نُبدّل مائة ألف صفحة من هذا الکلام البَذیء و الحدیث المنتثر، بِحبَّة شعیر من المَنطق. أساساً إنّ البحث العِلمی لم یکن بحاجة إلى هذه الحیلة، و المَکر، و هذه الأعمال هى دون شأن طُلاّب الحَقیقة. و الله تعالى شاهدٌ: لو أنّ الطّرف المقابل، ما کان قد سبّ أو تکلّم
بکلامِه البَذیء، على عُلمائنا و أَکابرنا، لما کُنّا أجزنا لأنفسنا هذا العمل.