بالوضع الذی نعرفه و یعرفونه، فهی:

أوّلا: أنّه عامل لتقویة الإعتقاد بتناسخ الأرواح، کما یزعُم أصحاب المِنضدة المُستدیرة و أمثالهم، إنّهم یستَلِمون من الأرواح إعترافات تدور حول تِکرار عودة الأرواح، (کما سنرى نَموذج ذلک).

و ثانیاً: إنّ فتح هذا الباب سیکون سبباً لِلهَرج و المَرج فی العقائد و الأفکار، کما لدى عدد من السّذج أو المنتفعین، أو المُصابین بالأمراض النفسیّة، فإنّهم یجلسون کلّ لیلة حول المنضدة، و یدّعون الإتصال بروح فوق العادة، و على مستوى رفیع!!، و الحصول على إعترافات جدیّة حول خیر و شرِّ الأفراد، و حتّى صحّة و فساد العقائد المرتبطة بهذا المذهب و ذاک. (و ما أکثر المذاهب الباطلة و الفرق الضّالة)!.

فلَیلةً یکتشفون فی عالم الأرواح عقوبةً بالأقساط، (کما فی الثلاّجة و المُبرِّدة تُباع بالأقساط)، (و کما جاء فی العدد 1487 من إطلاعات هفتگی)، و لیلةً أخرى یجدون دلیلا على أحقیّة بعض الفِرق الضّالة، و التی وَ ضعُها واضحٌ لِلجمیع، (کما یُصرِّح به أحد الأصدقاء، الذی عمل مدّةً طویلةً فی هذا القِسم، ثمّ ترک هذا العمل لهذا السّبب)، و أمثال هذه الأُمور.

یقولون: إنّ هذه الأُمور تتمّ بسبب تدخُّل الأرواح الخبیثة و الشّریرة التی حولنا، و المُنتشرة فی کلِّ مکان، و عملها الکذب و التّلفیق و التّلاعب فی الأفراد!.

و علیه فإنّ هذا العمل غیر صحیح و غیر جدیر بالإعتماد و الثّقة، و من البدیهی فإنّ هذا الهَرج و المَرج، الفکری و العقائدی و الأخلاقی و الإجتماعی، ینجُم عنه أضرار لا یُمکن تَلافیها.

هذا ما جعلنا نُحارب هذه العقیدة الفاسدة، ولو أنّنا سکتنا عن هذا الموضوع، و وَقع فی الضَّلال عدد من أصحاب الإطلاع النّاقص فی الدّین و العلم، لَکان سُکوتنا مخالفاً لوجهة النّظر الدینیّة و الإنسانیّة؟!.