الاَهداف التأریخیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإتصال بالأرواح بین الحقیقة و الخیال
تأریخ و إبتداع فکرة التّناسخ «أو عودة الأرواح» نظریّة أحد الفلاسفة المشهورین

من أین نشأت عقیدة عودة الرّوح إلى بدن آخر؟:

یُستفاد من مجموعة البحوث التی فی کتب تأریخ (العقائد و المذاهب)، أنّ الدّافع الرّئیسی لإعتقاد بعض أتباع الأدیان القدیمة، بمسألة عودة الرّوح یعود إلى أحد الأمور التّالیة:

1- إنکار البَعث و العالم الآخر:

فبعض أُولئک لِکونهم لم یعتقدوا بالعالم الآخر، و لعلّهم ظنّوا إستحالته، و لکونهم من جهة أُخرى، یرون أنّ عدم مُجازاة الأخیار و الأشرار مُخالفٌ لعدالة الله تعالى، لِذا إعتقدوا بأنّ روح الأخیار ترجع مُجدّداً إلى بدن آخر، فی هذا العالم، و تتّصل ببدن أکثر سعادةً من الأوّل، لترى أعمالها الخیِّرة السّابقة، و روح الأشرار ترجع إلى الأبدان التی تعیش فی ألم و عذاب، أو فی أبدان ناقصی الخِلقَة، لتذوق و بال أعمالها السیّئة، و بهذه الطّریقة تُزکّى و تُطهّر الأرواح و تَتکامل.

2- مُلاحظة الأطفال المرضى و المعوقین:

و مجموعةٌ أُخرى بسبب مشاهدتها الأطفال المعوقین و المرضى، تَرسَّخت فی أذهانهم هذه الفکرة: أنّ هؤلاء الأطفال الأبریاء، لِمَ یخلقهم الله تعالى بهذه الصّورة، و یبتلیهم بهذا العذاب، و حَتماً إنّ الأرواح التی فی أبدانهم، هى أرواح شرّیرة و آثمة و ظالِمة، جعلها الله تعالى فی هذه الأبدان لیُریها جزاء أعمالها، و أُرجعت مُجدّداً لهذا العالم لِتتعذَّب فیه!.

أولئک کانوا یتصوَّرون، أنّ فی خَلق العالَم لا یمکن التّخلص من وجود هکذا أطفال، و حتماً فإنّ ذلک هو إرادة الله سبحانه، فی الوقت الذی نعلم بأنّ الآباء و الأمهات، و بالإلتزام بالمبادىء الصّحیّة و مُراعاة سلسلة من القوانین العلمیّة، و بعبارة أُخرى، الإلتزام بالقوانین التی أقرّها الله سبحانه لحیاة البشر فی خَلق العالَم، سیُنجبون أولاداً یتمتَّعون بسلامة تامّة، وها نحن بسبب عدم إلتزامنا الکافی، نُبتَلى بِمِثل هؤلاء الأطفال النّاقصین. «لابدّ من الدّقة».

کذلک العَجز و الضّعف، فی ملاحظة و تحلیل النّجاح و الإخفاق، بالنسبة لِلّذین لا یرون فی الظّاهر سبباً واضحاً لذلک، فإنّهم یلجأوون إلى هذه العقیدة، أولئک یقولون: إنّ هکذا أشخاص یَرون جزاءهم أو کفّارة أعمالهم فی الحیاة السّابقة، فی الوقت الذی أصبح فیه الیوم - و من خلال معرفة أُسس عِلم النّفس -، و تحلیل أسباب هکذا نجاحات أو إخفاقات، و إرجاعهما إلى الإستعداد الکافی، أو النّقصان الخاص أمراً عادیاً.

3- العوامل النّفسیة - التّناسخ عامل مُسکِّن:

قلنا أن عقیدة: (عودة الرّوح إلى الحیاة الجدیدة فی هذا العالم)، کانت موجودةً منذ أزمنة بعیدة جِدّاً، و بالأخص فی أوساط الهنود و الصّینیین.

 

یبدو أنّ أحد «الأسباب النفسیّة» لهذه العقیدة، هو الهزائم المختلفة التی کان یواجهها الکثیر فی حیاتهم، و کان ردّ الفعل النّفسی لتلک الهزائم و الإخفاقات یظهر بأشکال مختلفة.

أحیاناً تظهر بشکل: (تعلّق بالنّفس) و اللّجوء إلى الخیال). و الحصول على ضالّته فی عالم الخیال، و هذا یلاحظ ذلک عند کثیر من الشعراء، فأولئک عندما لا یجدون محبوبهم فی هذا العالم، فإنّهم یرسمون وجهه فی عالمَ الخَیال لیسقط وسط الکأس، و کانوا مسرورین و سعداء بذلک!

و بعضٌ آخر یجعل (عودة الرّوح إلى الحیاة الجدیدة فی هذا العالم)، سبیلا لِتهدئة أفکاره المضطربة.

هؤلاء الأفراد (المهزومون)، و لتلافی الهزائم و الإخفاق، کانوا یتوهّمون أنّ أرواحهم ستعود مرةً أخرى إلى هذا العالم فی قالب آخر، و سیحققون مرادهم و أمانیهم فی الحیاة الجدیدة.

مثلا لو فشلوا فی حبّ فتاة، فإنّهم کانوا یتصوّرون، أنّهم سیعیشوا مع بعضهم فی الحیاة الجدیدة، کأخ و أخت و فی عائلة واحدة إلى الأَبد!

أحد الدوافع النفسیّة الأخرى لهذه العقیدة، هو تربیة النّفس على الحِنق و الإنتقام و طلب الثأر.

مثلا العرب فی زمن الجاهلیّة، کان لدیهم إصرار على الإنتقام و طلب الثّأر، فکانوا یتوارثون الأحقاد و الضّغائن إتجّاه شخص أو قبیلة. و کانوا یعتقدون بأنّه عندما یُقتل شخصٌ من قبیلتهم، فإنّ روحه تستقر فی قالب طیر یشبه البوم، یمسّونه «هامة»، و تبقى تدور حول جسد المقتول بلا إنقطاع، وَتَئِنُّ علیه أنیناً مُرعباً، و عندما یضعون جسد المقتول فی القبر، فإنها تحوم حوله و تصرخ بإستمرار: إسقونی! إسقونی!، و لا تکفّ عن أنینها المُحزنُ حتى یُراقَ دَم القاتل!.

إنّ تأثیر هذه العقیدة فى إشعال روح الثّأر ما لا یمکن إنکاره.

هذه هى الأسباب النفسیّة لظهور عقیدة (التّناسخ). و الآن یجب أن نعرف، لماذا و بأیّ دلیل یعتبر الفلاسفة و العلماء العظام، عقیدة (التّناسخ) عقیدةً خُرافیّة؟

 

 

 

تأریخ و إبتداع فکرة التّناسخ «أو عودة الأرواح» نظریّة أحد الفلاسفة المشهورین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma