نداءُ الأَرواح

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإتصال بالأرواح بین الحقیقة و الخیال
لِماذا تدور المنضدة؟ إذن ما نوعیّة النّداءات الّتی تبعث الإطمئنان؟

إنّ سبب حرکة المنضدة، التی یُتَصوّر أنّها تتمّ بواسطة الأرواح، ظاهرٌ إلى حَدٍّ مّا، ندخل الآن فی بحث النِّداءات التی یستلمونها من الأرواح:

النّداءات التی یدّعون أنّهم یستلمونها من الأرواح عن طریق: (المنضدة المستدیرة)، حسبَما رأینا لا یُمکن الوثوق بها، کما تفتقر لِلإعتبار العِلمی.

لأنّ هذه النِّداءات تحمل فی طیّاتِها عَیباً أساسِیّاً و هو: إمّا أن تکون من العُمومیّات و لها مصادیقٌ فی حیاة کلِّ شخص، أو أنّها تتعلق بمسائل لا سبیل لإثباتها أو نَفِیها.

توضیح ذلک; أنَّ الإنسان یَشهد فی حیاته، إخفاقات أو نَجاحات فی الإمتحان، و أمور الدّرس، فی العمل و الکَسب التّجاری، و فی نِضاله السّیاسی، و فی زَواجه، و فی علاقته بالأصدقاء، و أمثال ذلک.

 

على حینِ غفلة یحضر مجلساً، و إذا بشخص یجلس خلف المنضدة، و من باب العَمد أو بسبب تلقینات; یدّعی أنّه على إرتباط بالأرواح، یطلب منه أن یتصل بالرّوح الفلانیّة، و یأتیه منها بنداء، النّداء یأتی بهذا الشّکل:

(لا تتألَّم ممّا حدث لک من إخفاق، فإنّه یمکن تَلافیه).

أو أنّه یقول: (إحذر الإغترار بنجاحاتک على أن تفَقدها بسهولة).

النّاس البسطاء یتعجَّبون من سماع هذا الحدیث، و یتصوّرون أنّ الرّوح قد أخبرتهم بما فی داخِلهم من أسرار، فی الوقت الذی یکون فیه هذا الحدیث: «حدیثاً عامّاً»، یمکن أن یطبّق على الجمیع، و لکنَّکم تُطبِّقونه على الحوادث الخاصّة، الدّائِرةَ فی أذهانکم، و تتصوَّرون أنّه قد أُسدل السّتار على هذه القضایا الشخصیّة، مع أنّ الأمر لیس کذلک.

أو مثلا کلُّ مِنّا قدَّم خدمات لأصدقائه و معارفه، و کمْ من هؤلاء من لم یعرفْ قِیمة هذه الخدمة، و لا یعرف لها قَدراً، و یبقى هذا المَشهد المُرتبِط بهذا الموضوع فی زوایا أَذهاننا.

فُجأةً تجد أحدهم یدّعی أنّ روح فلان بَعثت لک هذه الرّسالة: (لقد أحسنت لِشخص، ولکنَّه أساء إلیک، و سیَرى عاقِبة أمره)!...

سرعان ما تَتصوَّر أَنّ هذا الشَّخص، الذی یدّعی الإرتباط بالأرواح، قد أخبرک بما فی داخلک، و ستجلس مُنتِظراً ما یُعاقب به المقابل.

أو أنّ المُرتبط بالأرواح، یدّعی أنّ روح أبیک حاضرةٌ و تقول: (أنا راض عنک، إبعث لی طعاماً)!.

واضحٌ أنّ هذا الموضوع من المواضیع التی لا سبیل لإثباتها أو نَفِیها. فی أنّ أبی راض عَنّی أمْ لا.

و الآن إسمحوا لی بأن أنقُل لکم قِسماً من النّداء، الذی إستلمه لی أحد الأصدقاء، و هو الآن محفوظٌ لَدیَّ و بخطِّ یده:

یقول هذا الصدیق فی الإرتباط الذی قُمت به، حصلت لک على نداءات منها: -

(لدیک شیءٌ تعتزُّ به و تحترمه لِلغایة)!.

(لماذا لم تُنجز عمل الشّخص الذی راجعک لاِجله، فإنّ فیه مَرضاة الله تعالى)!

 

(شَدَّنی إلیه بقدر لا نهایة له)!

تُصدِّقون أنّ هذه الکلیّات، لا تستطیع أبداً أن تکون دلیلا على الإرتباط بالرّوح،; لأنّه من البَدیهی أنّ لِکلّ شخص شیئاً یعتزّ به ویحترمه، و من بین الکثیر الذین یراجعون الإنسان، هناک شخصٌ لم یُنجَز عمله، ولو کان قد أُنجِز لکان أفضل، و أمثال ذلک.

أرجو المَعذرة أنّنی عندما أسمع هذه المقالات العامّة، أتذکّر الفَوالین القُدماء، (و المحتمل وجودهم حالیّاً)، الذین یتنبّأون بحوادث الحیاة الحالِیّة و الماضِیة و المُستقبلیّة، المُستقبِلیّة بواسطة عدد من حبّات الحُمُّص، و بعد أن ینقل الحَبّات من مکان إلى آخر، ینقَبض وجهه، و ینظر إلیها بإمعان، و یبدأون حدیثهم هکذا:

- رجلٌ طویل القامة، یجاورک، کنُ على حذر منه!.

- عَرَض لک خطرٌ و مَرَّ بسلام، إحذر من تکراره!.

- یصلک خبرٌ مفرِحٌ فی الأسبوع القادم، و إذا لم یصل فَفی الشّهر القادم أو السّنة القادمة.

 

- حدثت لک صَدمةٌ فی الطّفولة، أزعجتک کثیراً!.

- لا تُفش أسرارک لِلجمیع!.

- سترى أحلاماً سعیدةً!.

- لدیک مُسافر، سیعود من سَفِره فی القَریبِ العاجل!.

- لا تغتم کثیراً لِبعض الأمانی; فإنّها ستتحقَّق تدریجِیّاً!.

هذه الجُمل تُؤثّر تأثیراً غریباً فی الأشخاص البُسطاء، و یتعجَّبون من هذا الفَوّال الفَطِن، کیف تنبَّأ بالماضی و المستقبل لهؤلاء، و بواسطة حَمُّصات أربع، حتى أنّه أخبرهم بأحلامهم و مُسافرهم؟!.

بینما لیس هُنا لِک ما یدعو لِلتعُّجب; لأنّ کلّ شخص عادةً له مُسافر: (أحد أقربائه أو أصدقائه)، و کذلک یرى أحلاماً سعیدةً و مُزعجةً، و فی الطفّولة ما کان سالِماً دائماً، و لا بدَّ أنّه أُصیب بمرض، و أیضاً فجیرانه لیسوا کلَّهم أقزاماً، و مما لا شکَّ فیه أنّه حزینٌ لبعضِ المواضیع، و هو یَأْمَل أن تتحقّق شیئاً فشیئاً.

أو أنّنا نقرأ فی هَوامش التّقویم، (مثلا فی شهر کانون):

کما نسمع عن فصل الرّبیع مَثلا:

 

(حالة الکواکب تدلّ على هُبوب ریاح باردة، و الإنقلاب الجوّی، و هُطول الأمطار فی بعضِ المُدن، و موت أحد العُظماء فی أحد البُلدان، و إزدهار سوق المَنسوجات، و شِحّة اللّحوم و الدّهون)!!

(حالة النّجوم تدلّ على إعتدال الجَوّ، و هطول الأمطار النّافعة، و حدوث سیل فی طرف من البلاد، و رغبة النّاس فی الخروج، و تخاصُم بعضُ الدُوَل، و ظهور الإشاعات فی قِسم من البلاد، و تحسُّن أحوال بعض أصحابِ الحِرَف، و إبتلاء بعض المحاصیل بالآفات...).

من الواضِح أنّ کشف هذه الحقائق العظیمة!، لا یحتاج إلى جُهدِ مطالعة أحوال الکواکب و رصد الثَّوابت و السَّیارات، بل یکفی لإدراک هذه الأسرار، مطالعة الأحوال الیومیّة و السنویّة لهذه الکرة الأرضیّة، و بلا شَکٍّ قد تقع هذه الحوادث المذکورة، فی فَصلَیّ «الرّبیع» و «الشّتاء»، فی قسم من البلاد!.

 

لِماذا تدور المنضدة؟ إذن ما نوعیّة النّداءات الّتی تبعث الإطمئنان؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma