لعبة المائدة المستدیرة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإتصال بالأرواح بین الحقیقة و الخیال
العَودة إلى الحیاة الجدیدة من وِجهة نظر القُرآن ماذا رأیت فی جلسة الإرتباط بالأرواح؟

هل یمکن الإرتباط بأرواح الماضین و إستلام معلومات منهم؟.

هل أنّ کلّ هذه المناقشات و المحاورات التی أدعتهما مؤسّسات «الرّوحیّین»، و «المعتقدین بعودة الأرواح»، بشأن الإرتباط بالأرواح کانت لغواً لا طائل فیه؟، و هل یکون الکلام الفارغ بهذا المقدار؟، أم أنّ هناک شیئاً من الواقعیّة و الصّحة فی ذلک الکلام؟.

و هل أنّ إحضار الأرواح - أو بالأصح الإرتباط بالأرواح -، عن طریق المائدة المستدیرة التی إنتشرت أخیراً(1) فی کلّ مکان، بواسطة بعض مجلاّت «الموضة» صحیحة، و کلّ النّاس یستطیعون أن یعدّوا منضدة دائریّة دون مسامیر، و یجلسون حولها و یضعون أیدیهم علیها، و ینوون و یرتبطون بالرّوح المعنیّة و یسألون منها ما یریدون، ویستلمون أجوبتها - الموجبة و السّالبة -، بواسطة الدّوران الهادىء و الإضطراری للمنضدة؟.

و هل أنّ الأمر یتمّ حقاً بکلّ هذه البساطة، و إنّ منضدةً دائریّةً بلا مسامیر، تکون «مفتاحاً لعالم الغیب»، و «جهاز إرسال و إستلام»؟!.

هذه الأسئلة یروم الکُلّ أن یعلم أجوبتها.

إسمحوا لنا أیضاً أن نبدأ بهذا الموضوع من السؤال الأخیر، و نشرع فی قصّة المنضدة الدائریّة، التی أحدثت أخیراً ضجّةً و صخباً، ثم ندخل فی البحوث الأکثر أصولیّة.

و إسمحوا لنا أیضاً، أن نبدأ الکلام برسالة لطیفة مبرهنة، من أحد الذین إشتغلوا کثیراً فی هذا المجال، و هذا نصّ الرّسالة:

(فی هذه الأیام ظهر الإرتباط بالأرواح بواسطة الطاولة المدوّرة بشکل «عدوى»، و کلّ من حضر دقائق قلیلة فی جلسة الإرتباط، و رأى حرکة الطّاولة، یقع أسیر التّفکیر، فی أنّ یعدّ طاولة بلا مسامیر مع صحیفة مدوّرة متحرکة، حتى ینشغل بالإرتباط بالأرواح.

أمّا الشّیء الذی یثیر العجب و المُؤسف، فهو أنّ الأشخاص الذین یرومون الإرتباط بالرّوح المعنیة - و بناءً على توصیة کاتب إحدى مجلات طهران -، سیوفّقون لذلک بعد قراءة سورة الحمد، و إستدعاء الرّوح التی یرومون مخاطبتها و یسألون عمّا یشاؤون، و الشّیء الألطف هو أن یسمعوا ما یُحبّون سَماعه!.

و لحد الآن لم أُشاهد مثلا: البعض من أتباع إحدى الفرق الإسلامیة، یجلسون حلقةً حول منضدة و یسألون الروح التی یرتبطون بها عن سبیل الحقّ، أو أن یسمعوا شیئاً لغیر فرقتهم، و بالطّبع فإنّ مخالفیهم یسمعون العکس مما یسمع هؤلاء!!

و من المُسَلّم به أنّه لا یشک أحد، فی أنّ صحیفة الطّاولة تدور وحدها، أمّا أنّه هل الروح سبب تدویر الطّاولة؟ ولو کانت هى الرّوح، فما هى العلّة التی یُعرّف بها المذهب الحقّ بأنّه: (مذهب الإمامیّة الإثنی عشریّة). أمامی أنا الشّیعی، و یعرّف المذهب الآخر لسالکه بأنّه هو الحق؟.

عدّة مرّات قمت بالإختبار، و سألت: فلانٌ مریض هل سیشفى أم لا؟، سألت روحاً هذا السؤال طیلة لیلتین متوالیتین; فأجابتنی کلّ مرة بجواب یناقض ما قبله!.

و الآن یجدُر بِنا أن نرى ما هى القوة التی تحرک الطّاولة؟ و ما هو السّبب؟، أنا شاهدت عدّة مرّات أنّ الجلسات تمَّت بواسطة مناضد حدیدیّة کبیرة، و تمّ الإرتباط من خلالها. فلو وجب أن تکون المنضدة بدون مِسمار، و أنّ المِسمار یؤثِّر تأثیراً کبیراً علیها، فلماذا تتحرّک المنضدة الحدیدیة؟.

إنّ الّذی حصلت علیه من کلّ ذلک، هو: أنّ الأشخاص الذین یجلسون حول المنضدة، یقعون و بشکل لا إرادی تحت تأثیر بعض الکلمات، و الظّرف الإستثنائی الخاص الذی یعدّون فیه أنفسهم للإرتباط بالأرواح. و الذی لا یمتلک قوّة السّیطرة على أعصابه من الحاضرین، هو الذی یحرّک المنضدة.

هؤلاء الأفراد هم: «واسطة الإرتباط» القویّة، لاحظوا أنّ الواسطة القویّة هى کلّ الأشخاص الذین لا یمتلکون القدرة على أعصابهم، و عموماً من هم عصبیّون.

أنا شخصیّاً من مدینة «نیسابور»، و أحد مدیری جلسة الإرتباط، و قد یکون أکثر مَن هم الآن فی (نیسابور)، و الذین یعقدون الآن جلسات إرتباط قد جاءوا منزلی فی المرحلة الأولى و تعلّموا منّی، لم یکن مرادی التّفاخر بنفسی، ولکن أُرید أن أقول: إنّنی ما کتبت هذه الکلمات من خلال الضّجیج و الإستماع.

فی إحدى جلسات الإرتباط، کان المرتَبَط به قد عَرَّفَ نفسه: أبو علی بن سینا! سألناه عن مریض....

المریض کان إمرأةً على و شک الولادة، فأجاب الأستاذ بأنّها ستلد فی التّاسع و العشرین من الشّهر الحالی، و هو ما لم یحصل واقعاً!.

و الألطف من کلّ هذا هو، أنّ سیدةً من نیسابور و بمجرد جلوسها حول الطّاولة، و وضع یدها علیها، و بدون سؤال و جواب بدأت الطّاولة بالحرکة الدورانیّة، و کلّما سألت السیّدة، کان الجواب إیجابیّاً حتى أنّها سألت سؤالا سلبیّاً، فأتاها الجواب إیجابیّاً أیضاً!.

کما شاهدت فی مجلس، أنّ المنضدة لم تتحرّک مهما طالبوها و ألحّوا علیها، فما کان من صاحب المجلس الاّ أن تدخّل شخصیّا، و تصرّف بالمنضدة لِتمُارس دورها فی الحرکة.

بإختصار أنّ کلّ ما یجری فی تلک المجالس، هو أنّ 80% منه تدخّل عَمدی أو لا إرادی، و 20% منه هو حقیقة. و إن هذه، ال 20% لم یتأکّد أنّها تجری بواسطة الرّوح!.

خلاصة ذلک أنّ مجموعة من الناس تبقى حائرةً تائهةً بجانب الطّاولة إلى السّاعة الواحدة أو الثّانیة بعد منتصف اللّیل. و کلّ واحد منهم یستلم نداءً یطابق ذوقه و رغبته، و یجب أن یُخشى ذلک الیوم، الذی تکون فیه هذه الإرتباطات نقطة عطف للأعداء و المخالفین، أو تکون لعبةً سیاسیةً جدیدةً تدبّر خلفَ الکوالیس، لتختفی وراءها المؤامرات.

النّتیجة التی توصّلت إلیها: هى أنْ أُسَمِّی هذا الموضوع لعبةً أو لهواً، و الأسئلة التی تُطرح فی هذا المضمار، أُجیب عنها فی قول الله تعالى فی القُرآن الکریم: (و یسألونک عن الرّوح قلْ الرّوح من أمرِ ربّی)(2).

کاظم سراج الأنصاری

أعتقد أنّ هنا نقطة واحدة جدیرة بالذّکر، و هى لا نَحن و لا کاتب هذه الرّسالة المحترم و لا أیّ شخص آخر، نرید - بل لا نستطیع - إنکار وجود الأرواح. (و المراد لیس هذا)، لأنّ الأدلّة الفلسفیّة و الحسیّة و التّجارب التی أُقیمت لإثبات وجود الرّوح، أکبر من أن نستطیع تجاهلها أو أنْ لا نأخذها بِنظر الإعتبار.

و کذلک: (و مع کلّ هذه الشّواهد الکثیرة)، لا یمکننا إنکار إمکانیّة الإرتباط بالأرواح بالطّرق العلمیّة الصّحیحة، للأشخاص الذین روّضوا أنفسهم و عملوا و تحمّلوا العِبء

فی هذا السبیل، و کما سنرى أیضاً من أحادیث أئمة الإسلام الطّاهرین(علیهم السلام)، أنّ التّسلیم بإمکانیّة هذا الموضوع أمرٌ واقعٌ.

ولکنّ الحدیث یَکُمن فی أن لا یُزدرى هذا الموضوع، إلى الحدِّ الذی یأتی فیه مَنْ یشاء، و یعمل لنفسه طاولةً مستدیرةً دوّارةً للتسلیة و التّرفیة، و یجمع حولها حَفنةً من الرّجال و النّساء و الصّغار و الکبار، لیحضِّر لهم لیلةً: روح (أبی علی بن سینا)، و ثانیةً یُزعج: (أبا زکریّا الرّازی)، و لیلةً ثالثةً یتعب بها (اینشتاین)، و لیستمتعوا فی لیالیهم، و لِیعلَموا تأریخ ولادة السیّدة(علیها السلام)، و لیحکموا بصحّة و بطلان المَذاهب و الأدیان، و المدارس الفلسفیّة التی هى محلُ بحث و سؤال، و کذلک فإنّ تلک الأرواح و لأجل أن لا تکدِّر هواجسُ السائلین، و لا تتألّم منها، فإنّها تجیبهم کما یُحبون و یرغبون، إنّ وضعاً کهذا لا ینسجم مع أیِّ منطق، و لا یُصدِّق أیّ عقل بأنّ هذه المسألة المهمة تحقّر إلى هذا الحدّ.

و الخَطر الکبیر الذی هو أهمّ من کلّ ذلک، أنّهم بهذه الطریقة، یهدِّدون المسائل و الأمور الدینیّة و الأخلاقیّة و الاجتماعیّة و حتى السیاسیّة، و کاتب الرّسالة آنفة الذّکر أشار إلى ذلک إشارةً صغیرةً.

لأنّه و عندما تتبدّل مسألة الإرتباط بالأرواح، بهذا الشّکل المبتذل، فکلّ أحد یستطیع أن یتّهم عشرات الناس الأبریاء، لکی یحصل على «أمواله المسروقة»، و کلّ إنسان من المُنحرفین و ذَوی العقائد الفاسدة، یستطیع أن یتشبَّث بهذه الوسیلة لإثبات مذهبه و طَریقته، و کلّ «منتفع سیاسی»، و لأجل التّفرقة و الحَرب النفسیّة، و خُداع الناس السُّذَّج یأتی عن طریق المنضدة الدائریّة، لیوظِّف عُملاءه لیستمعوا المواضیع المطلوبة من أرواح الأموات، إنّ خَطر هذا الوَضع ظاهرٌ جَلیّ، و یجب أن یُخشى من عَواقبه الوخیمة; لأنّ هذه الطّریقة هى أسهل الطّرق و أیسرها، لتضفی على النّوایا الخبیثة الصّبغة الملکوتیّة و السماویّة و ما فوق عالم المادة.

و بالتّأکید فإنّ الإنتهازیین و المنتفعین، سوف لن یترکوا هذه المسألة تمرُّ بسهولة بل یسعون لتحقیق مآربهم عبر هذا الطّریق، و یستعینون بها على تحقیق تلک الأهداف.

 

 

 


1. قبل إنتصار الثورة.
2. سورة الإسراء: آیة 85.

 

العَودة إلى الحیاة الجدیدة من وِجهة نظر القُرآن ماذا رأیت فی جلسة الإرتباط بالأرواح؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma