العَودة إلى الحیاة الجدیدة من وِجهة نظر القُرآن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإتصال بالأرواح بین الحقیقة و الخیال
الأرواح غیر المُکلَّفة و المنتظرة الحائرة!لعبة المائدة المستدیرة!

جمیع الفِرق الإسلامیّة تتَّفِق، على أنّ الرّوح لن تعودَ إلى بدن آخر فی هذا العالم، بَعدَ فناء هذه الحیاة، و علماء الشّیعة و السنّة أدانوا بکلِّ صراحة عقیدة التّناسخ، و إعتبروها إحدى خُرافات الأدیان القدیمة، کـ : (الهندیّة).

إلاّ أنّ هناک مجموعةً صغیرةً کانت تُدعى: «التّناسخیّة» اِتَّبعت هذه العقیدة، و نحن الیوم لا نجد سِوى إسم هذه المجموعة فی کتب (المِلل و النِّحل)، و لا نرى لها الیوم وجوداً بین صفوف المسلمین.

و لعلَّ مصیرها کان کمصیر تلک الفرق و الجماعات التی إندثرت، و لم یبق إلاّ إسمها فی کتب «المِلل و النّحل»، و إنّها لم تظهر، إلاّ حین نشطت حرکة تَرجمة الکتب الفلسفیّة الیونانیّة و سائر الکتب الدینیّة، و تصاعد حِدَّة الأبحاث و المحاورات الدینیّة من قبل بعض الأفراد ممن لاحَظَّ لهم من عِلم أو معرفة.

مؤلّف دائرة معارف القَرن العشرین، (فی المجلد العاشر، صفحة 181)، یقول:

عقیدة عودة الأرواح إلى أبدان أُخرى فی هذا العالم، هى إعتقاد قدیم وسالِف، ظهر أوّل مرّة فی الهند، و لحدِّ الآن فی أوساطهم من یعتقد بتلک العَقیدة...

و فی الإسلام لم یؤمن أحد بهذه العقیدة، إلاّ فرقة: (التناسخیّة)، و أولئک لم یأخذوا هذه العقیدة عن القرآن، و لکن إقتبسوها من الهنود، و مِمّا تناقلته العرب من فلسفة أولئک...

و یجب مُلاحظة: أنّه یستفاد من مختلف المصادر، أنّ هذه العقیدة کان لها أتباع، ینتمون إلى الأقوام التی لا تؤمن بالمَعاد و یوم القیامة، کما نؤمن بِهما، و على ضوء ما أشار الیه القُرآن الکریم.

لأنّه لو قبلنا أنّ الأرواح، تعود مرةً أخرى إلى أبدان جدیدة فی هذا العالم لترى نتیجة أعمالها، فلن تَعودَ هناک من ضرورة لِلمعاد یوم القیامة.

 

یقول بعض أتباع هذه العقیدة: إنّ الفقیر و المَحروم سیعود بشکل رجل ثری و ذی یَسار، أو أنّ الثّری الطاغی سیعود بصورة عامل بائِس فقیر، أو أَنَّ من فَشل فی الحبِّ! یصل إلى قُرب المَحبوب و إلى وِصاله، والذین خانوا و لم یَفوا فی الحُبِّ! یبتلون بالبعد و الهِجران. أو أنَّ: «نایب حسین الکاشی»، سیعود على الهَیئة الفلانیّةِ لیُحاسب على أعماله. و مع کلّ هذا لا تبقى ضرورة لیوم القیامة، و فی الحقیقة فإنّ یومَ قِیامتهم یتمّ فی هذه الحیاة الدّنیا، و لیس قیامةً و بعثاً آخر، و إعداد محکمة و حساب و کتاب آخر، فهو غیر ضروری; لأنّ عقاب من نال جزاءَ أعماله فی هذه الدنیا، یُعدّ نوعاً من الظلّم و الجَور.

لذا فإنّ الأحادیث الواردة عن أئمَّة الإسلام العظام، تضمَّنت الإشارة الى لوازم هذه العقیدة - و فی مقدّمتها اِنکار البعث و المعاد - الى جانب بُطلانها.

فقد روى المرحوم (الصّدوق)، المحدث الإسلامی الکبیر، فی کتابه (عیون أخبار الرّضا) عن الإمام عَلیّ بن موسى الرّضا(علیه السلام)، فی جواب المأمون عن مسألة التّناسخ، قال:

 

«من قال بالتّناسخ فهو کافر بالله العظیم; یُکذِّب بالجنّة و النّار».

و النّقطة التی یجب أن تُلاحظ أکثر فی هذا الحدیث هى، أنّ الإعتقاد بالتّناسخ ذُکر مقارناً لعدم الإعتقاد بالله تعالى. و العلاقة بین الإثنین: (الإعتقاد بالتّناسخ و الکفر بالله تعالى)، تتّضح بِملاحظة موضوع واحد هو: أنّنا نقرأ فی کتب (التأریخ و الأدیان)، أنّ فرقةً من أتباع التّناسخ المُعاندین کانوا مجموعةً من المادیّین، فقد رَغبوا بهذه الفکرة أثر نَفِیهم لوجود اللّه، فإضطرّوا للإعتقاد بأزلیّة الأرواح و عدم وجود خالِق لها، و إنّ هذه الأرواح یجب أن تبقى خالدةً طول العُمر، و فی کلّ فترة تُقیمُ فی بدن، و مع فَناء البَدن تستقرُّ فی بدن آخر، و هکذا تُدیم عمرها!.

و هکذا تتَّضح العلاقة بین هذه العقیدة و العقیدة المادیّة.

وردت فی القُرآن الکریم، الذی هو مصدر العلوم و الثّقافة الإسلامیّة، آیات کثیرة ترفض عقیدة التّناسخ، و منهما ما یأتی:

 

1- (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِّ آرْجِعون* لَعلیِّ أعمل صالحاً فیما ترکت کلاّ إنّها کلمة هو قائلها...).(1)

هذه الآیة الشّریفة، تنفی بصراحة رجوع الأرواح إلى هذه الحیاة، لِتَتَدارَک ما فات فی الماضی.

2- (کیف تکفرون بالله و کنتم أمواتاً فأحیاکم ثم یُمیتکم ثم یحییکم ثم إلیه تُرجعون).(2)

هذه الآیة تُثبت بصراحة أنّ هناک حیاةً واحدةً بعد الموت، و تلک الحیاة تکون فی یوم القیامة، و الرجوع إلیه سبحانه و الإتصال بالأزل و الحیاة فی دار الخلود.

من الواضح أنّ من یعتقد بعَودة الرّوح إلى بدن آخر، و الحیاة الجدیدة فی هذا العالم، یجب أن یعتبر أنّ هُناک حیاةً و موتاً آخرین، و هذا یخالف ما جاء فی الآیة الشّریفة التی نحن بِصَددها.(3)

 

3- (الله الذی خلقکم ثم رزقکم ثم یمیتکم ثم یحییکم).(4)

فی هذه الآیة الشّریفة ذُکر الموت و الحیاة مرةً واحدةً، بعد الخلق الأوّل، الذی هو هذا العالم، و حیاة الآخرة.

4- (و هو الذی أحیاکم ثم یمیتکم ثم یحییکم إنّ الإنسان لکفور).(5)

فی هذه الآیة اُعتبرت الحیاة بعد الموت منحصرةً بحیاة واحدة لا أکثر، و تلک هى الإحیاء یوم القیامة.

5- (قالوا ربّنا أمتّنا إثنتین و احیّیتنا إثنتین فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبیل).(6)

قد یتّخذ البعض جملة: «أمتّناً إثنتین»، وسیلةً لیستدِلَّ على أن الإماتة مرّتین، تعنی أنّ الإنسان یعود لیحیا مرةً أخرى فی هذا العالم، ثمّ یموت، ولو أنّه لم یعد لهذه الحیاة، لکانت الإماتة مرةً واحدةً لا أکثر.

ولکن بالتّرکیز على الآیات الشّریفة الآنِفة الذِّکر، یتّضح جلیّاً أنّ المقصود من «الموت الأوّل»، هو الحالة التی کان علیها الإنسان قبل الحیاة فی هذا العالم، إذ کان موجوداً بدون روح: (تُراب)، ثم أُلبِس ثَوب الحیاة، و إذا عُبّر عنهما (بالإماتَة)، فهو من باب التّغلیب فی الإصطلاح العامّی، (و المراد بالتّغلیب هو: أن نرید التّعبیر عن شیئین فَننتَخب لَفظ أحدهما و نثنّیه، و نُعبِّر عنهما بهذا اللّفظ، فمثلا قولنا «القَمرین»، هو تعبیرٌ عن «الشّمس» و «القَمر»، أو قولنا: «الأبوَین»، فهو لفظٌ بدل: «الأب» و «الأمّ»، و کذلک هنا فی الآیة الشّریفة، فبدلا من قول المَوت و الإماتة ذکر اللّفظتین بلفظِ «الإماتتین»، فلو دقّقنا النّظر فی الآیة الشّریفة، نرى أن هناک شاهداً حیّاً یدلّ على هذا المعنى، و هو أنّ مجموع «الإحیاء» مرّتین «وأحییَتنا إثنتین» قد ذُکر صریحاً، فَلو کانت هناک حیاة جدیدة فی هذه الدنیا بالإضافة إلى حیاة الآخرة، فسیکون المجموع ثلاث «حیوات».

و بناءً على هذا فإنّ الآیة الشّریفة الآنفة الذِّکر، من الآیات التی تفنّد عقیدة التّناسخ.

و فی خطب الإمام علی أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی نهج البلاغة، تُلاحظ بعض العبارات التی تُبطل عقیدة التّناسخ، کقوله فی الأموات:

 

«لا عن قبیح یستطیعون إنتقالا، و لا فی حسن یستطیعون إزدیاداً».(7)

و من الواضح أنّ المعتقدین بالتّناسخ، یقولون: إنّ الإنسان یعود بعد الموت إلى هذه الدنیا، لتدارک أعماله السّابقة، و على حد قولهم لکی یتمّ تکامله النّاقص و یعوِّض ما فاته.

و هنا أدلةٌ کثیرةٌ و لکّننا أعرضنا عنها لتفادی الإطالة فی الکلام.

 


1. المؤمنون: الآیة 99 - 100.
2. البقرة: الآیة 28.
3. أخبار الرّجعة لا ترتبط بهذا البحث أبداً، لأن الرّجعة التی وردت فی الأخبار لا عمومیّة فیها، و لکن فی خصوصیّة بعض الأفراد، و هى فی الواقع أمر إستثنائی خاص و غیر عام، مثل رجعة «العزیر» و أمثال ذلک.
4 . سورة الروم: الآیة 40.
5. سورة الحج: الآیة 39.
6. سورة المؤمن: الآیة 39.
7. نهج البلاغة، الخطبة 188.

 

الأرواح غیر المُکلَّفة و المنتظرة الحائرة!لعبة المائدة المستدیرة!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma