الرّوح لا تنفع بدناً آخر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإتصال بالأرواح بین الحقیقة و الخیال
الرّوح لا تستطیع الحیاة إلا فی بدنهاما لا تستطیع إبداعه الرّوح

خلافاً لما یتصوّره البعض، فإنّ روح الإنسان لم تکن موجوداً کاملا و مُعدّاً حاضراً، و لکنّه یطوی أدواره التکاملیّة فی هذا العالم بصورة تدریجیّة.

من الذی لا یعلم أنّ روح الطّفل طفولیّة کَبدَنِه؟. و روح الشّاب هى شابّةٌ نشطةٌ و ثائرةٌ و ساخنةٌ مثله؟.

إنّ روح الإنسان و بدنه، على علاقة وثیقة جدّاً ببعضهما، و یؤثّر أحدهما فی الآخر تأثیراً مباشراً.

الدراسات الحدیثة لفلاسفتنا التی بُنیت على أساس نظریّة (الحرکة الجوهریّة)، تُظهِر أنّ من المُستحیل إعتبار الرّوح کائناً مُستقلاّ و منفصلا عن الجسد، و الحقیقة هذا نوعٌ من الثنویّة و الإتحاد، بل العلاقة بین الإثنین أکثر ممّا نتصور، الى جانب تأثیر أحدهما بالآخر، أو بتعبیر البَعض فإنّ علاقة الرّوح بالجسد، کعلاقة (ماء الورد) بالورد، و إنّ علماء النّفس المُعاصرون، تقدّموا فی هذا الحقل و وثّقوا العلاقة أکثر بینهما.

ولا ینبغی الخَلط هنا، فنحن لا نَزْعُم ما یردّده المادّیون، من أنّ الرّوح لَیست سِوى خَواص المادّة، بل نُرید أن نقول: إنّ الرّوح فی الوقت الذی تکون فیه کائناً، فوق المادّة، هى على إرتباط و إتحاد وثیق بالجسم و المادّة.

لم یکن هذا إدعاءً بل حقیقةً، و إنّ الفلسفة و علم النّفس یثبتان ذلک.

و نستنتج من هذا کُلِّه: إنّه کما أنّ أىّ جسمین لا یتشابهان من جمیع الجِهات، کذلک لا یمکن لروحین أن یتشابها من جمیع الجهات.

فَلأن الرّوح ستحمل صبغة بدنها، فإنّها ستتطور بالنّسبة لذلک. و لهذا فإنّک لن تجد أبداً، شخصین مُتشابهین فى شخصیتهما و حالاتهما النّفسیة، و شِئتَ أم أبیتَ ستجد بینهما نقاط إختلاف و تفاوت.

و بتعبیر آخر لو أن هناک جِسمین مُتشابهین من جمیع الجِهات، فیسکونان جَسداً و احداً، ولو أنّ هنالک روحین مُتشابهین فی کلّ الأشیاء فسیکونان رُوحاً واحداً.

مع الأخذ بنظر الإعتبار سنَخیّة (النّفس) و (البدن)، أو (الرّوح) و (الجسم)، فمن غیر المُمکِن لأیِّ روح أن تستقر فی بدن آخر غیر بدنها، ما دام لیس بینهما تطابق و توافق.

کلّ جسم لائق و موافق للروح التی ترتبط به، و بالعکس فإنّ کلّ روح لائقة و موافقة لجسدها.

و یبدو هذا التّناسب و الإنسجام، الى درجة بحیث لو إفترض إرسال روح الى جسد آخر، لکانت غریبةً علیه تماماً و لیست مُناسبةً له.

و کذلک بنفس هذا الدّلیل، یجب أن تعود الرّوح لهذا البدن نفسه (یوم القیامة)، لأنّ إستمرار نشاط الرّوح الحیوی، لا یتم بدونه، فقد ترتّب معه، و ستعیش معه ولکن فی مرحلة أکمل.

ویبدو أنّ أتباع عقیدةِ (التّناسخ) نسوا کلّ هذه الحقائق، و توهّموا أنّ (الرّوح)، هى مسافرةٌ تحل أحیاناً فی هذا المنزل، و أحیاناً أُخرى فی ذلک المنزل، أو کطیر خفیف الطّیران، یسکن کلّ یوم فی عشٍّ جدید. مع أنّ الأمر لیس کذلک; فالمُسافر و الطّیر شیءٌ، و المنزل و العِش شیءٌ آخر. ولکنّ الرّوح و الجسم، بینهما من الإرتباط و الإمتزاج ما لا یستطیع أن یکون هذا الجسد قالباً لروح أخرى، و لا الرّوح الأُخرى یمکنها أن تعیش و تقترن و تتّفق مع هذا الجسد، أنّهما مثل الأقفال المختلفة، لکلّ قُفل مفتاحٌ خاصّ، لا یصلح إلاّ له.

الرّوح لا تستطیع الحیاة إلا فی بدنهاما لا تستطیع إبداعه الرّوح
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma