إن فلاسفتنا العُظماء یرفضون عقیدة (التّناسخ)، و عودة الأرواح إلى أَبدان الحیوان أو الإنسان فی هذا العالم، و لم یُبطلوها إستناداً إلى الآیات القرآنیّة المجیدة و مصادر الحدیث الإسلامی فحسب، (بالشّکل الذی سنعرض له بالتّفصیل لاِحِقاً)، بل علاوةً على ذلک، أبطلوا تلک العقیدة بالدّلائل العقلیّة الواضحة.
الى جانب ذلک فإنّ لهذه العقیدة معطیاتها السَیِّئة من الناحیة العملیّة، و التی ستمر على القُراء الإعزاء خلال هذه الأبحاث.
فی البحث السّابق أثبتنا أنّ النّقص الکبیر فی هذه العقیدة، هو مخالفتها الصّریحة لقانون (التّکامل فی عالم الحیاة)، و رجعیّة تلک العقیدة.
کیف یمکننا الإعتقاد، بأنّ الله سبحانه یعید الأرواح إلى حالتها الأولى، بعد طیِّ مراحلها التکاملیّة (ولو کانت نسبیّة)، و مرة أُخرى یُقِرُّ روح إنسان فی الأربعین من عمره فی داخل جنین، ثم یسیره فی أدوار الطّفولة تلک، و هو سیرٌ محدّد و عَدیم الفائدة، لأنّه سیعود بعد فترة إلى حالته الأُولى.
و الآن ننتقل إلى الأدلّة العقلیّة الأُخرى.