أهل الکتاب لیسوا سواء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سبب النّزول سورة آل عمران / الآیة 200

قلنا ـ فی ما سبق ـ إنّ القرآن الکریم إذا تطرق إلى اُمور حول إتّباع الشرائع الاُخرى لم ینظر إلى الجمیع نظرة سواء، ولم یحسب لهم حساباً واحداً، ولم تتسم أبحاثه حولهم بصفة قومیة أو حزبیة علائیة، بل ینطلق فی أحکامه من أسس اعتقادیة ومبدئیة، ولهذا ینتقد أعمالهم وممارساتهم ولا یحکم علیهم بسبب قومیاتهم أو أجناسهم، ولهذا لا ینسى فضل تلک القلّة المؤمنة الصالحة منهم والتی تمیّزت عن الأکثریة الساحقة بصلاحها وحسن عملها، ولا یتجاهل قیمتها ومکانتها.

والمقام الذی نحن فیه هو أحد تلک الموارد التی جاء فیها الکلام عن هذه القلّة المؤمنة الصالحة التی استجابت لدعوة الرّسول (صلى الله علیه وآله) وخضعت للحق.

فالآیة الحاضرة بعد أن وبّخت کثیراً من أهل الکتاب على کتمانهم لآیات الله، وطغیانهم وتمردهم فی الآیات السابقة ذکرت هذه القلّة المؤمنة، وبیّنت خمساً من صفاتها الممتازة هی:

(وإنّ من اهل الکتاب لمن یؤمن بالله ) (أی إنّهم یؤمنون بالله عن طواعیة وصدق).

(وما اُنزل إلیکم ) (أی یؤمنون بالقرآن).

(وما اُنزل إلیهم ) أی إیمانهم بنبیّ الإسلام نابع فی الحقیقة من إیمانهم بکتبهم السّماویة الواقعیة التی بشّرت بهذا النّبی ودعت إلى الإیمان به إذا ظهر، فهم فی الحقیقة یؤمنون بکتبهم.

(خاشعین لله ) أی إنّهم مسلمون لأمر الله وخاضعون لإرادته، وهذا التسلیم والخضوع هو السبب الحقیقی لإیمانهم، وهو الذی فرّق بینهم وبین العصبیات الحمقاء، وحرّرهم من التعنت والاستکبار تجاه منطق الحقّ.

(لا یشترون بآیات الله ثمناً قلیلا ) أی إنّهم لیسوا مثل بعض أحبار الیهود الذین یحرّفون آیات الله حفاظاً على مراکزهم وإبقاءاً على حاکمیتهم على أقوامهم وجماعاتهم، وصولا إلى بعض المکاسب المادیة.

والإشارة إلى «الّثمن القلیل» فی الآیة للتلویح بما کان علیه اُولئک الأحبار المحرفون للکلم من تفاهة الهمّة، وضعف الطموح، وقصر النظر، وحقارة النفس.

هذا مضافاً إلى أن کل أجر دون الأجر الإلهی حقیر، وکل مکسب یحصل علیه الإنسان عوضاً عن آیات الله فهو مکسب تافه ورخیص.

وسیکون لهذه الطائفة من أهل الکتاب بسبب هذه الصفات الإنسانیة العالیة و هذا الموقف الواضح الحی، أجرهم عند ربّهم (اُولئک لهم أجرهم عند ربّهم ).

والتعبیر هنا بلفظة «ربّهم» إشارة إلى غایة لطفه سبحانه ومنتهى رحمته بهم، کما أنّه إشارة أیضاً إلى أنّ الله هو الذی یهدیهم فی هذه المسیرة الخیرة، وهو یتکفّل بمساعدتهم، ویعینهم فی هذا الطریق.

(إنّ الله سریع الحساب ) فلا یتأخّر عن إعطاء الصالحین المؤمنین أجرهم، کما لا یبطىء عن مجازاة المنحرفین والظالمین.

وهذه العبارة بشارة إلى الصالحین المؤمنین، کما هی أیضاً تحذیر وتهدید للعصاة والمذنبین (1) .


1. للوقوف على تفصیل أکثر حول معنى هذه العبارة راجع، الآیة 202 من سورة البقرة.

 

سبب النّزول سورة آل عمران / الآیة 200
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma