اعتراف العلماء والمؤرّخین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
أعداء الأمس وإخوان الیومدور الإتحاد فی بقاء الاُمم

وقد کانت أهمیّة هذا الموضوع (أی وحدة القبائل العربیة المتباغضة بفضل الإسلام) إلى درجة أنّها لم تخف على العلماء والمؤرخین، حتى غیر المسلمین منهم، فقد اتفق الجمیع فی الإعجاب بهذه المسألة، وإظهارها فی کتاباتهم، وها نحن نذکر نماذج من ذلک:

یقول «جان دیون پورث» العالم الإنجلیزی المشهور: «لقد حول محمّد العربی البسیط، القبائل المتفرقة والجائعة، الفقیرة فی بلدة إلى مجتمع متماسک منظم، إمتازت، فیما بعد ـ بین جمیع شعوب الأرض بصفات وأخلاق عظیمة وجدیدة، واستطاع فی أقل من ثلاثین عاماً وبهذا الطریق أن یتغلب على الامبراطوریة الرومانیة، ویقضی على ملوک إیران، ویستولی على سوریا وبلاد ما بین النهرین، وتمتد فتوحاته إلى المحیط الأطلسی وشواطىء بحر الخزر

وحتى نهر سیحان (فی جنوب شرقی آسیا الوسطى) (1) .

ویقول توماس کارلیل: «لقد أخرج الله العرب بالإسلام من الظلمات إلى النور وأحیى به منها أمة خاملة لا یسمع لها صوت ولا یحس فیها حرکة حتى صار الخمول شهرة، والغموض نباهة، والضعة رفعة، والضعف قوّة، والشرارة حریقاً، وشمل نوره الأنحاء، وعم ضوؤه الأرجاء وما هو إلاَّ قرن بعد إعلان هذا الدین حتى أصبح له قدم فی الهند، واُخرى فی الأندلس، وعم نوره ونبله وهداه نصف المعمورة» (2) .

ویقول الدکتور «غوستاف لوبون»: معترفاً بهذه الحقیقة: «... وإلى زمان وقوع هذه الحادثة المدهشة (یعنی الإسلام) الذی أبرز العربی فجأة فی لباس الفاتحین، وصانعی الفکر والثقافة لم یکن یعدّ أنّ جزء من أرض الحجاز من التاریخ الحضاری ولا أنّه کان یتراءى فیها للناظر أی شیء أو علامة للعلم والمعرفة، أو الدین» (3) .

ویکتب «نهرو» العالم والسیاسی الهندی الراحل فی هذا الصدد قائلاً:

«إنّ قصة إنتشار العرب فی آسیا وأوروبا وأفریقیا والحضارة الراقیة والمدنیة الزاهرة التی قدموها للعالم اُعجوبة من أعجوبات التاریخ، ولقد کان محمّد واثقاً بنفسه ورسالته، وقد هیأ بهذه الثقة وهذا الإیمان لاُمته أسباب القوّة والعزّة والمنعة» (4) .

لقد کان وضع العرب سیئاً إلى أبعد الحدود حتى أنّ القرآن یصف تلک الحالة بأنّهم کانوا على حافة الإنهیار والسقوط إذ یقول: (وکنتم على شفا حفرة من النار فأنقذکم منها ).

وتعنی «شفا» فی اللغة حافة الهاویة وطرف الحفرة أو الخندق وما شابه ذلک، ومن ذلک «الشفة» ، کما وتستعمل لفظة «شفا» هذه فی البُرء من المرض، لأنّ الإنسان بسببه یکون على حافة السلامة والعافیة.

ویرید سبحانه من قوله هذا: أنّکم کنتم على حافة السقوط والإنهیار فی الهاویة، وأنّ سقوطکم کان محتملاً فی کلّ آن ومتوقعاً فی کلّ لحظة، لتصبحوا بعد السقوط رماداً، وخبراً بعد أثر، ولکن الله نجاکم من ذلک السقوط المرتقب، وأبدلکم بعد الخوف أمناً، وبدل الإنهیار إعتلاء ومجداً، وهداکم إلى حیث الأمن والأمان فی رحاب الاُخوة والمحبة.

والنار فی هذه الآیة: هل هی نار الجحیم، أو نیران هذه الدنیا؟ فیها خلاف بین المفسّرین، ولکن النظر فی مجموع الآیة یهدی إلى أنّ النار کنایة عن نیران الحروب والمنازعات التی کانت تتأجج کلّ لحظة بین العرب فی العهد الجاهلی بحجج واهیة، ولأسباب طفیفة.

إنّ القرآن یصور بهذه العبارة الوضع الجاهلی المتأزم ویصور أخطار الحروب المدمرة التی کانت تتهدد حیاة الناس فی کلّ لحظة بالفناء والدمار والإنهیار، وما منَ به الله سبحانه علیهم من النجاة والخلاص من ذلک الوضع فی ظل الإسلام وبفضل تعالیمه، والذی بسببه تخلّص المسلمون أیضاً من نار جهنم، وعذابه الألیم.

ولمزید من التأکید على ضرورة الإعتصام بحبل الله مع الاعتبار بالماضی والحاضر، یختم سبحانه الآیة بقوله (کذلک یبیّن الله لکم آیاته لعلّکم تهتدون ).

إذن فالهدف الأساسی هو خلاصکم ونجاتکم وهدایتکم إلى سبل الأمن والسلام، وحیث إنّ فی ذلک مصلحتکم فإنّ علیکم أن تعیروا ما بیّناه لکم مزیداً من الاهتمام، ومزیداً من العنایة.


1. من کتاب عذر تقصیر به پیشگاه محمّد وقرآن (بالفارسیة) ص 77.
2. الإسلام والعلم الحدیث، ص 33، والمخططات الاستعماریة لمکافحة الإسلام للصواف، ص 38.
3. حضارة العرب لغوستاف لوبون.
4. لمحات من تاریخ العالم، ج 1، ص 317.

 

أعداء الأمس وإخوان الیومدور الإتحاد فی بقاء الاُمم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma