الیهود والمسکنة الدائمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
الیهود والمصیر الخطیرمصیر الیهود المظلم

لقد کان أمام الیهود طریقان: إمّا أن یعودوا إلى منهج الله، وإمّا أن یبقوا على سلوکهم فیعیشوا أذلاّء ما داموا، ولکنهم إختاروا الثانی ولهذا لزمتهم الذلة (وباؤوا بغضب من الله وضربت علیهم المسکنة ).

ولفظة «باؤوا» تعنی فی الأصل المراجعة واتخاذ السکنى، وقد استخدمت هنا للکنایة عن الإستحقاق فیکون المعنى: أنّ الیهود بسبب إقامتهم على المعاصی استحقوا الجزاء الإلهی، وإختاروا غضب الله کما یختار الإنسان مسکناً ومنزلاً للإقامة.

وأمّا لفظة «مسکنة» فتعنی الذلة والإنقطاع الشدید الذی لا تکون معه حیلة أبداً، وهی مأخوذة من السکون أصلاً، لأنّ المساکین لشدّة ما بهم من الفقر والضعف لا یقدرون على أیة حرکة، بل هم سکون وجمود.

ثمّ إنّه لابدّ من الإلتفات إلى أنّ المسکین لا یعنی المحتاج والمعدم من الناحیة المالیة

خاصّة، بل یشمل هذا الوصف کلّ من عدم الحیلة والقدرة على جمیع الأصعدة، فیدخل فیه کلّ ضعف وعجز وافتقار شدید.

ویرى البعض أنّ الفرق بین الذلة والمسکنة هو أنّ الذلة ما کان مفروضاً على الإنسان من غیره، بینما تکون المسکنة ناشئة من عقدة الحقارة وازدراء الذات، أی إنّ المسکین هو من یستهین بشخصیته ومواهبه وذاته، فتکون المسکنة نابعة من داخله، بینما تکون الذلة مفروضة من الخارج.

وعلى هذا الأساس یکون مفاد قوله تعالى (وباؤوا بغضب من الله وضربت علیهم المسکنة ) هو: أن الیهود بسبب إقامتهم على المعاصی وتمادیهم فی الذنوب اُصیبوا بأمرین: أولاً: طردوا من جانب المجتمع وحل علیهم غضب الله سبحانه، وثانیاً: إنّ هذه الحالة «أی الذلة» أصبحت تدریجاً صفة ذاتیة لازمة لهم حتى أنّهم رغم کلّ ما یملکون من إمکانیات وقدرات مالیة وسیاسیة، یشعرون بحقارة ذاتیة، وصغار باطنی، ولهذا لا نجد أی استثناء فی ذیل هذه الجملة من الآیة.

وهذا هو ما یشیر إلیه قوله سبحانه إذ یقول: (ذلک بأنهم کانوا یکفرون بآیات الله ویقتلون الأنبیاء بغیر حق ذلک بما عصوا وکانوا یعتدون ) وبذلک یشیر سبحانه إلى علة هذا المصیر الأسود الذی یلازم الیهود، ولا یفارقهم.

إنّهم لم یصابوا بما أصیبوا به من ذلة ومسکنة، وحقارة وصغار لأسباب قومیة عنصریة أو ما شابه ذلک، بل لما کانوا یرتکبونه من الأعمال فهم:

أولاً: کانوا ینکرون آیات الله ویکذبون بها.

ثانیاً: یصرون على قتل الأنبیاء الهداة الذین ما کانوا یریدون سوى إنقاذ الناس من الجهل والخرافة، وتخلیصهم من الشقاء والعناء.

ثالثاً: إنهم کانوا یرتکبون کلّ فعل قبیح، ویقترفون کلَّ جریمة نکراء، ویمارسون کلّ ظلم فظیع، وتجاوز على حقوق الآخرین، ولا شکّ أنّ أی قوم یرتکبون مثل هذه الاُمور یصابون بمثل ما أصیب به الیهود، ویستحقون ما استحقوه من العذاب الألیم والمصیر الأسود.

 

الیهود والمصیر الخطیرمصیر الیهود المظلم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma