تعقیباً للحدیث عن الأعمال التخریبیة لأهل الکتاب الواردة فی الآیة السابقة، توجّه هاتان الآیتان الخطاب لأهل الکتاب وتلومهم على کتمانهم للحقائق وعدم التسلیم لها. فتقول:
(یا أهل الکتاب لم تکفرون بآیات الله وأنتم تشهدون ) (1) .
السؤال هنا أیضاً موجه إلى أهل الکتاب عمّا یدعوهم إلى العناد واللجاجة والإصرار علیهما بعد أن قرأوا علامات نبی الإسلام فی التوراة والإنجیل ویعلمون ما فیهما، فلماذا ینکرونها؟
(یا أهل الکتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتکتمون الحقّ وأنتم تعلمون ).
مرّة اُخرى یستنکر القرآن قیامهم بالخلط بین الحقّ والباطل، وإخفاءهم الحقّ مع علمهم به، فهم على علمهم بالأمارات الواردة فی التوراة والإنجیل عن رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) یخفونها.
إنّه یوبّخهم أوّلاً على إنحرافهم عن طریق الحقّ مع علمهم به، ثمّ یوبّخهم فی الآیة الثانیة على تضلیلهم الآخرین (2) .