تعتبر هذه الآیات، فی الواقع، من آیات إعجاز القرآن، لأنّها تکشف أسرار الیهود وأعداء الإسلام وتفضح خططهم لزعزعة مسلمی الصدر الأوّل، فتیقّظ المسلمون ببرکتها، ووعوا وساوس الأعداء المغریة، ولکنّنا لو دقّقنا النظر لأدرکنا أنّ تلک الخطط تجری فی عصرنا الحاضر أیضاً بطرق مختلفة، إنّ وسائل إعلام الأعداء القویة المتطوّرة مستخدمة الآن للغرض نفسه، فهم یحاولون هدم أرکان العقیدة الإسلامیة فی عقول المسلمین، وبخاصة الجیل الشاب، وهم فی هذا السبیل لا یتورّعون عن کلّ فریة، ویلجأون إلى کلّ السبل ویتلبّسون بلبوس العالم والمستشرق والمؤرّخ وعالم الطبیعیات والصحفی، بل حتى الممثّل السینمائی.
إنّهم یصرّحون أنّ هدفهم لیس التبشیر بالمسیحیة وحمل المسلمین على اعتناقها، ولا إعتناق الیهودیة، بل هدفهم هو هدم اُسس المعتقدات الإسلامیة فی أفکار الشباب، وجعلهم غیر مهتمّین بدینهم وتراثهم، إنّ القرآن الیوم یحذّر المسلمین من هذه الخطط کما حذّرهم فی القدیم.