2 ـ لماذا تشابهت بعض آیات القرآن؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
1ـ ما المقصود بالآیات المحکمة والمتشابهة؟3 ـ ما التأویل؟

إنّ القرآن جاء نوراً لهدایة عموم الناس، فما سبب احتوائه على آیات متشابهات فیها إبهام وتعقید بحیث یستغلّها المفسدون لإثارة الفتنة؟ هذا موضوع مهمّ جدیر بالبحث والتدقیق، وعلى العموم یمکن أن تکون النقاط التالیة هی السرّ فی وجود المتشابهات فی القرآن:

أوّلاً: إنّ الألفاظ والکلمات التی یستعملها الإنسان للحوار هی لرفع حاجته الیومیة فی التفاهم، ولکن ما إن نخرج عن نطاق حیاتنا المادیّة وحدودها، کأن نتحدّث عن الخالق الذی لا یحدّه أیّ لون من الحدود، نجد بوضوح أنّ ألفاظنا تلک لا تستوعب هذه المعانی،

فنضطّر إلى استخدام ألفاظ اُخرى وإن تکن قاصرة لا تفی بالغرض تماماً من مختلف الجهات، وهذا القصور فی الألفاظ هو منشأ الکثیر من متشابهات القرآن، إنّ آیات مثل (ید الله فوق أیدیهم ) (1) أو (الرحمن على العرش استوى ) (2) أو (إلى ربّها ناظرة ) (3) التی سوف یأتی تفسیرها فی موضعه، تعتبر من هذه النماذج، وهناک أیضاً تعبیرات مثل «سمیع» و«بصیر»، ولکن بالرجوع إلى الآیات المحکمات یمکن تفسیرها بوضوح.

ثانیاً: کثیر من الحقائق تختصّ بالعالم الآخر، أو بعالم ما وراء الطبیعة ممّا هو بعید عن اُفق تفکیرنا، وإنّنا ـ بحکم وجودنا ضمن حدود سجن الزمان والمکان، غیر قادرین على إدراک کنهها العمیق، قصور اُفق تفکیرنا من جهة، وسمّو تلک المعانی من جهة اُخرى، سبب آخر من أسباب التشابه فی بعض الآیات، کالتی تتعلّق بیوم القیامة مثلاً.

وهذا أشبه بالذی یرید أن یشرح لجنین فی بطن اُمّه مسائل هذا العالم الذی لم یره بعد، فهو إذا لم یقل شیئاً یکون مقصّراً، وإذا قال کان لابدّ له أن یتحدّث باُسلوب یتناسب مع إدراکه.

ثالثاً: من أسرار وجود المتشابهات فی القرآن إثارة الحرکة فی الأفکار والعقول وإیجاد نهضة فکریة بین الناس، وهذا أشبه بالمسائل الفکریة المعقّدة التی یعالجها العلماء لتقویة أفکارهم ولتعمیق دقّتهم فی المسائل.

رابعاً: النقطة الاُخرى التی ترد بشأن وجود المتشابهات فی القرآن، وتؤیّدها أخبار أهل البیت (علیهم السلام)، هی أنّ وجود هذه الآیات فی القرآن یصعّد حاجة الناس إلى القادة الإلهیّین والنبیّ (صلى الله علیه وآله) والأوصیاء، فتکون سبباً یدعو الناس إلى البحث عن هؤلاء وإعتراف بقیادتهم عملیاً والاستفادة من علومهم الاُخرى أیضاً، وهذا أشبه ببعض الکتب المدرسیة التی اُنیط فیها شرح بعض المواضیع إلى المدرّس نفسه، لکی لا تنقطع علاقة التلامیذ باُستاذهم، ولکی یستمرّوا ـ بسبب حاجتهم هذه ـ فی التزوّد منه على مختلف الأصعدة.

وهذا أیضاً مصداق وصیّة رسول الله (صلى الله علیه وآله) حین قال: «إنّی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وأهل بیتی وأنهما لن یفترقا حتى یردا علیّ الحوض» (4) .

 


1. الفتح، 10.
2. طه، 5.
3. القیامة، 23.
4. مستدرک الحاکم، ج 3، ص 148; ووسائل الشیعة، ج 27، ص 34.

 

1ـ ما المقصود بالآیات المحکمة والمتشابهة؟3 ـ ما التأویل؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma