العلماء فی هذه الآیة وضِعوا إلى جانب الملائکة، وهذا بذاته امتیاز للعلماء على غیرهم، کما یستفاد من الآیة أنّ العلماء إنّما امتازوا على غیرهم لأنّهم بعلمهم توصّلوا إلى معرفة الحقائق، وعلى رأسها معرفة وحدانیة الله.
من الواضح أنّ الآیة تشمل جمیع العلماء، أمّا قول بعض المفسّرین بأنّ (اُولوا العلم ) هم الأئمّة الأطهار (علیهم السلام) فلأن الأئمّة من أظهر مصادیق ذلک. (1)
ینقل المرحوم الطبرسی فی «مجمع البیان» ضمن تفسیر هذه الآیة، عن جابر بن عبدالله الأنصاری، عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «ساعة من عالم یتّکىء على فراشه ینظر فی علمه خیر من عبادة العابد سبعین عاماً». (2.
یتکرّر تعبیر (لا إله إلاَّ هو ) فی نهایة الآیة، ولعلّ التکرار إشارة إلى أنّه ما جاءت فی البدایة شهادة الله والملائکة والعلماء، کذلک على من یسمع هذه الشهادات أن یردّدها هو أیضاً معهم، ویشهد على وحدانیة المعبود.
ولمّا کان قوله (لا إله إلاَّ هو ) تعظیماً وإظهاراً لوحدانیّته، فقد اُختتم بالصفتین «العزیز» و«الحکیم» لأنّ القیام بالقسط یتطلّب القدرة والحکمة، وأنّ الله القادر على کلّ شیء، والعلیم بکلّ شیء هو وحده القادر على إجراء العدالة فی عالم الوجود.
هذه الآیة من الآیات التی کانت موضع اهتمام رسول الله (صلى الله علیه وآله) دائماً وکان یردّدها فی مواضع مختلفة.
وروی عن الزبیر بن العوام قال: قلت لأدنونّ هذه العشیة من رسول اللهوهی عشیة عرفة، حتى أسمع ما یقول...، فسمعته یقول: (شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو ) الآیة، فما زال یرددها حتى رفع (3. .