أین تقع الجنّة والنار؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
هل الجنّة والنار موجودتان الآن؟سیماء المتقین

إذا ثبت أنّ الجنّة والنار موجودتان بالفعل یُطرح سؤال ا خر هو: أین تقعان إذن؟

والجواب: ویمکن الإجابة على هذا السؤال على نحوین:

الأوّل: إنّ الجنّة والنار تقعان فی باطن هذا العالم ولا غرابة فی هذا، فإننا نرى السماء والأرض والکواکب بأعیننا، ولکننا لا نرى العوالم التی توجد فی باطن هذا العالم، ولو أننا ملکنا وسیلة اُخرى للإدراک والعلم لأدرکنا تلک العوالم أیضاً، ولوقفنا على موجودات اُخرى لا تخضع أمواجها لرؤیة البصر، ولا تدخل ضمن نطاق حواسنا الفعلیة.

والآیة المنقولة عن سورة التکاثر وهی قوله سبحانه: (کلاّ لو تعلمون علم الیقین * لترونّ الجحیم ) هی الاُخرى شاهدة على هذه الحقیقة ومؤیدة لهذا الرأی.

کما ویستفاد من بعض الأحادیث أیضاً أنّه کان بین الأتقیاء والأولیاء من قد زودوا ببصیرة ثاقبة، ورؤیة نفاذة استطاعوا بها أن یشاهدوا الجنّة والنار مشاهدة حقیقیة.

 

ویمکن التمثیل لهذا الموضوع بالمثال الآتی:

لنفترض أنّ هناک فی مکان ما من الأرض جهازاً قویاً للإرسال الإذاعی یبث فی العالم ـ وبمعونة الأقمار الفضائیة والأمواج الصوتیة ـ تلاوات شیقة لآیات القرآن الکریم. بینما یقوم جهاز قوی إذاعی آخر ببث أصوات مزعجة وصاخبة بنفس القوّة.

لا شکّ أننا لا نملک القدرة على إدراک هذین النوعین من البث بحواسنا العادیة، ولا أن نعلم بوجودهما إلاّ إذا استعنا بجهاز استقبال فإننا حینما ندیر المؤشر على الموج المختص بکل واحد من هذین البثین نستطیع فوراً أن نلتقط ما بثته کلّ واحدة من تینک الإذاعتین ونستطیع أن نمیز بینهما بجلاء، ودون عناء.

وهذا المثال وإن لم یکن کاملاً من جمیع الجهات إلاّ أنّه یصور لنا حقیقة هامة، وهی أنّه قد توجد الجنّة والنار فی باطن هذا العالم غیر أننا لا نملک إدراکها بحواسنا، بینما یدرکها من یملک الحاسة النفاذة المناسبة.

الثانی: إنّ عالم الآخرة والجنّة والنار عالم محیط بهذا الکون، وبعبارة اُخرى: إنّ کوننا هذا یقع فی دائرة ذلک العالم، تماماً کما یقع عالم الجنین ضمن عالم الدنیا، إذ کلنا یعلم أن عالم الجنین عالم مستقل له قوانینه وأوضاعه ولکنه مع ذلک غیر منفصل عن هذا العالم الذی نحن فیه، بل یقع فی ضمنه وفی محیطه ونطاقه، وهکذا الحال فی عالم الدنیا بالنسبة إلى عالم الآخرة.

وإذا وجدنا القرآن یقول: بأنّ سعة الجنّة سعة السماوات والأرض فإنّما هو لأجل أنّ الإنسان لا یعرف شیئاً أوسع من السماوات والأرض لیقیس به سعة الجنّة، ولهذا یصور القرآن عظمة الجنّة وسعتها وعرضها بأنّها کعرض السماوات والأرض، ولم یکن بد من هذا، فکما لو أننا أردنا أن نصور للجنین ـ فیما لو عقل ـ حجم الدنیا التی سینزل إلیها، لم یکن لنا مناص من التحدث إلیه بالمنطق الذی یدرکه وهو فی ذلک المحیط.

ثمّ إنّه تبین من ما مرّ الجواب على السؤال الآخر، وهو إذا کانت الجنّة عرضها السماوات والأرض فأین تکون النار؟

لأنه حسب الجواب الأول یتضح أنّ النار هی الاُخرى تقع فی باطن هذا العالم، ولا ینافی وجودها فیه وجود الجنّة فیه أیضاً (کما تبین من مثال جهازی الإرسال).

وأما حسب الجواب الثانی (وهو کون عالم الجنّة والنار محیطاً بهذا العالم الذی نعیش فیه)

فیکون الجواب على هذا السؤال أوضح لأنّه یمکن أن تکون النار محیطة بهذا العالم، وتکون الجنّة محیطة بها فتکون النتیجة أنّ الجنّة أوسع من النار.

 

هل الجنّة والنار موجودتان الآن؟سیماء المتقین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma