الحیاة الخالدة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
سورة آل عمران / الآیة 169 ـ 171 شهادة على بقاء الروح

یرى بعض المفسرین أنّ الآیات الحاضرة نزلت فی شهداء «اُحد» ویرى آخرون أنّها نزلت فی شهداء «بدر»، ولکن الحقّ هو أنّ إرتباط هذه الآیات بما قبلها من الآیات یکشف عن أنها نزلت فی أعقاب حادثة «اُحد»، وإن کان محتواها، ومضمونها یعم حتى شهداء «بدر» الذین کانوا 14 شهیداً ولهذا روی عن الإمام محمّد الباقر (علیه السلام) أنّه قال: «إنّها تتناول قتلى بدر واُحد معاً» (1) .

وقد روى ابن مسعود عن النّبی (صلى الله علیه وآله) أنّه قال إطلع إلیهم (أی أرواح شهداء اُحد وهی فی الجنّة) ربهم إطلاعة فقال: هل تشتهون شیئاً؟ قالوا: أی شیء نشتهی ونحن نسرح من الجنّة حیث شئنا. ففعل ذلک بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنّهم لم یترکوا من أین یسألوا قالوا: یا رب نرید أن ترد أرواحنا فی أجسادنا حتى نقتل فی سبیلک مرّة اُخرى فقال تعالى: قد سبق منی أنّهم لا یرجعون قالوا: فتقرىء نبینا السلام وتبلغهم ما نحن فیه من کرامة فلا یحزنوا «فنزلت هذه الآیات» (2) .

وعلى کلّ حال فإن الّذی یبدو للنظر هو أنّ بعض ضعاف الإیمان کانوا ـ فی مجالسهم وندواتهم بعد حادثة اُحد ـ یظهرون الأسف على شهداء اُحد، وکیف أنهم ماتوا وفنوا، وخاصة عندما کانت تتجدد علیهم النعمة فیتأسفون لغیاب اُولئک القتلى فی تلک المواقع، وکانوا یحدثون أنفسهم قائلین کیف ننعم بهذه النعم والمواهب وإخواننا وأبناءنا رهن القبور لا یصیبهم ما أصابنا من الخیر، ولا یمکنهم أن یحظوا بما حظینا به من النعیم؟؟

وقد کانت هذه الکلمات ـ مضافاً إلى بطلانها ومخالفتها للواقع ـ تسبب إضعاف الروح المعنویة لدى ذوی الشهداء.

فجاءت الآیات الحاضرة لتفند کلّ هذه التصورات، وتذکر بمکانة الشهداء السامیة، ومقامهم الرفیع وتقول: (ولا تحسبنّ الّذین قتلوا فی سبیل الله أ مواتاً ).

والخطاب ـ هنا ـ متوجه إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) خاصة حتى یحسب الآخرون حسابهم.

ثمّ یقول سبحانه معقباً على العبارة السابقة (بل أحیاء عند ربهم یرزقون ).

والمقصود من الحیاة فی الآیة هی «الحیاة البرزخیة» فی عالم ما بعد الموت، لا الحیاة الجسمانیة والمادیة، وإن لم تختص الحیاة البرزخیة بالشهداء فللکثیر من الناس حیاة برزخیة أیض (3) ولکن حیث إنّ حیاة الشهداء من النمط الرفیع جدّاً، ومن النحو المقرون بأنواع النعم المعنویة، هذا مضافاً إلى أنّها هی محط البحث والحدیث فی هذا السیاق القرآنی لذلک خصّوا بالذکر وخصت حیاتهم بالإشارة فی هذه الآیة، دون سواهم ودون غیرها أیضاً.

إنّ حیاتهم البرزخیة محفوفة بالنعم والمواهب المعنویة العظیمة وکأن حیاة الآخرین من البرزخیین بما فیها لا تکاد تکون شیئاً یذکر بالنسبة إلیها.

ثمّ إنّ الآیة التالیة تشیر إلى بعض مزایا حیاة الشهداء البرزخیة، وما یکتنفها ویلازمها من عظیم البرکات من خلال الإشارة إلى عظیم إبتهاجهم بما أوتوا هناک فتقول: (فرحین بما آتاهم الله من فضله ).

ثمّ إنّ السبب الآخر لإبتهاجهم ومسرتهم هو ما یجدونه ویلقونه من عظیم الثواب ورفیع الدرجات الذی ینتظر إخوانهم المجاهدین الذین لم ینالوا شرف الشهادة فی المعرکة إذیقول القرآن: (ویستبشرون بالذین لم یلحقوابهم من خلفهم ).

ثمّ یردف هذا بقوله: (ألاّ خوف علیهم ولا هم یحزنون ) یعنی أنّ الشهداء یحسّون هناک وفی ضوء ما یرونه أنّ إخوانهم المجاهدین لن یکون علیهم أی حزن على ما ترکوه فی الدنیا، ولا أی خوف من الآخرة ووقائعها الرهیبة.

على أنه من الممکن أن یکون لهذه العبارة تفسیر آخر هو أنّ الشهداء بالإضافة إلى سرورهم وفرحهم لما یشاهدونه من الدرجات والمراتب الرفیعة لإخوانهم الذین لم ینالوا شرف الشهادة ولم یلحقوا بهم، لا یشعرون هم أنفسهم بأی خوف من المستقبل ولا أی حزن على الماضی (4) .

ثمّ إنّه سبحانه یقول: ( یستبشرون (5) بنعمة من الله وفضل ).

وهذه الآیة ـ فی الحقیقة ـ مزید تأکید وتوضیح حول البشائر التی یتلقاها الشهداء بعد قتلهم واستشهادهم.،

فهم فرحون ومسرورون من ناحیتین:

الاُولى: من جهة النعم والمواهب الإلهیة التی یتلقونها، لا بها فقط بل لما یتلقونه من الفضل الإلهی الذی هو التصعید المتزاید المستمر للنعم الذی یشمل الشهداء أیضاً.

والثانیة: من جهة أنّهم یرون أنّ الله سبحانه وتعالى لا یضیع أجر المؤمنین... لا أجر الشهداء الذین نالوا شرف الشهادة، ولا أجر المجاهدین الصادقین الذین لم ینالوا ذلک الشرف رغم اشتراکهم فی المعرکة: (وأنّ الله لا یضیع أجر المؤمنین ) أجل، إنّهم یرون بأم أعینهم ما کانوا یوعدون به ویسمعون بآذانهم.

إنّها فرحة مضاعفة.


1. تفسیر نورالثّقلین، ج 1، ص 409.
2. تفسیر الدرّالمنثور، ج 2، ص 95 و96.
3. ینقسم أصحاب الحیاة البرزخیة ـ حسبما یذهب إلیه بعض المحققین ـ إلى نوعین الصالحون جداً، والطالحون جداً.
4. الضمائر فی ( لاخوف علیهم ولا هم یحزنون ) حسب التفسیر الأول تعود إلى المجاهدین الباقین على قید الحیاة الذین لم یلحقوا بالشهداء، وعلى التفسیر الثانی تعود إلى الشهداء أنفسهم.
5. «الاستبشار» یعنی الإبتهاج والسرور الحاصل بسبب تلقی بشارة أو مشاهدة نعمة للنفس أو للغیر من الأحبّة. ولیست بمعنى التبشیر والإبشار.

 

سورة آل عمران / الآیة 169 ـ 171 شهادة على بقاء الروح
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma