الأمر بالمشاورة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 2
الأمر بالعفو العام1 ـ أهمّیة المشاورة فی نظر الإسلام

بعد إصدار الأمر بالعفو العام یأمر الله نبیّه (صلى الله علیه وآله) بأن یشاور المسلمین فی الأمر ویقف على وجهات نظرهم، وذلک إحیاءاً لشخصیتهم، ولِبث الروح الجدیدة فی کیانهم الفکری والروحی اللذین أصابهما الفتور بعد الذی حدث.

على أنّ هذا الأمر للنّبی بمشاورة المسلمین إنّما هو لأجل أنّه (صلى الله علیه وآله) ـ کما أسلفنا ـ قد استشار المسلمین قبل الدخول فی معرکة «اُحد» فی کیفیة مواجهة العدو واستقر رأی الأغلبیة منهم على التعسکر عند جبل «اُحد» فکان ما کان من المکروه ووقع ما وقع من البلاء، وهنا کان کثیرون یتصورون بأنّ على النّبی أن لا یشاور بعد ذلک أحداً، وأن علیه أن یتصرف کما یرى هو، ولکن القرآن الکریم جاء یرد على هذا التصور، ویجیب على هذا النوع من التفکیر ویأمر النّبی بأن یعید المشاورة إذ یقول (وشاورهم فی الأمر ) لأنّ المشاورة وإن لم تنفع فی بعض المواضع، فإنّها نافعة على العموم، بل إنّ نتائجها المفیدة الکثیرة لو قیست إلى بعض النتائج السلبیة وغیر المفیدة تبدو أکثر اضعافاً کما وأنّ أثرها فی صیاغة الأفراد والجماعات وإنماء شخصیتهم من الأهمیّة بحیث یغطی على نقاط ضعفها، بل هو أبرز آثارها وأهم فوائدها الذی لا یمکن ولا یجوز التغاضی عنه.

والآن نرى فی أی المواضیع کان یشاور الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) أصحابه؟

صحیح أنّ کلمة «الأمر» فی قوله تعالى (وشاورهم فی الأمر ) ذات مفهوم واسع یشمل جمیع الاُمور، ولکن من المسلم أیضاً أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) لم یشاور الناس فی الأحکام الإلهیّة مطلقاً، بل کان فی هذا المجال یتبع الوحی فقط.

وعلى هذا الأساس کانت المشاورة فی کیفیة تنفیذ التعالیم والأحکام الإلهیّة على أرض الواقع.

وبعبارة اُخرى: إنّ النّبی لم یشاور أحداً فی التقنین، بل کان یشاور فی کیفیة التطبیق ویطلب وجهة نظر المسلمین فی ذلک.

ولهذا عندما کان یقترح النّبی (صلى الله علیه وآله) أمراً ـ أحیاناً ـ بادره المسلمون بهذا السؤال: هل هذا حکم إلهی لا یجوز إبداء الرأی فیه، أو أنّه یرتبط بکیفیة التطبیق والتنفیذ؟ فإذا کان من النوع الثانی، أدلى الناس فیه بآرائهم، وأمّا إذا کان من النوع الأول لم یکن منهم تجاهه سوى التسلیم والتفویض.

ففی یوم بدر جاء النّبی (صلى الله علیه وآله) أدنى ماء من بدر فنزل عنده، فقال «الحباب ابن المنذر»: یارسول الله أرأیت هذا المنزل، أمنزلاً أنزله الله لیس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو

الرأی والحرب والمکیدة؟ فقال: «بل هو الرأی والحرب والمکیدة» فقال: یا رسول الله لیس هذا بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتی أدنى ماء من القوم فننزله ثمّ نغور ما وراءه إلى آخر ما قال... فقال له النّبی (صلى الله علیه وآله): «لقد أشرت بالرأی» وعمل برأیه (1) .


1. تفسیر المنار، ج 4، ص 200; والمستدرک، للحاکم النیشابوری، ج 3، ص 427.

 

الأمر بالعفو العام1 ـ أهمّیة المشاورة فی نظر الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma