لاشکّ فی أنّ هذه الحادثة التی حدثت للطیور کانت أمراً خارقاً للعادة تماماً کما فی وقوع البعث یوم القیامة، ونعلم أنّ الله تعالى حاکمٌ على قوانین الطبیعة ولیس محکوماً لها، فعلى هذا لا یکون من العسیر حدوث مثل هذه القضایا بأمره، وکما أشرنا سابقاً إلى أنّ إصرار بعض المفسّرین المثقفین على الأعراض عن التفسیر المشهور، والقول بأنّ المراد هو تدجین وتأهیل هذه الطیور حتى تستأنس به ثمّ یدعوها إلیه فتستجیب، ضعیفٌ جدّاً وکلامٌ لا یستند على أساس منطقی ولا یتناسب مع مسألة المعاد ولا مع قصّة إبراهیم (علیه السلام) ورؤیته للجیفة على ساحل البحر ثمّ طلبه رؤیة مشهد البعث والمعاد.
والجدیر بالذکر أنّ (الفخر الرازی) قال بأنّ جمیع المفسّرین إتّفقوا على ما ذکر من التفسیر المشهور إلاّ أبو مسلم حیث أنکر ذلک (1) .