یجب على الشباب أن ینظموا لکل أوقاتهم برنامجاً معیناً بحیث لا تکون لدیهم أدنى فرصة دون برنامج، نحن لا نقول یجب علیهم أن یقرأوا أو یعملوا بصورة دائمیة، فإذا کانوا فی النزهة أو فی حالة القیام بریاضة معینة - مثلا - فهم فی حالة عمل ولدیهم برنامج، ولکن لا ینبغی أن یکون لدیهم بعض الوقت دون برنامج.
یجب أن یعلم الشباب - أجمع - بأن أسوأ شیء بالنسبة إلى شاب ما هو أن یملک وقتاً خالیاً من أی نوع من البرامج.
ربّما یکون الشاب عاطلا عن العمل ویبحث عنه، غیر أنّه فی الوقت نفسه یمتلک برنامجاً یسع نهاره ولیله، من قبیل المطالعة والتنزّه والاستجمام وما إلى ذلک.
ومن الأفضل أن ینظّم الشباب برنامجهم الیومی بحیث یستوعب کل وقتهم ویزید علیه بشکل، بحیث یصبح تفکیرهم مشغولا دائماً، لأنّ الإنشغال الفکری الکثیر له أثر عمیق فی صرف الفکر عن العادات الخبیثة.
وقد شوهد کثیراً بأن الأفراد المدمنین على التدخین یدخنون فی أیام العِطل أضعاف ما یدخنون فی أیام العمل، وهذا التفاوت الفاحش هو نتیجة انشغال الفکر بأعمال ایجابیة وانصرافه عن الأعمال الخبیثة أو المضرّة فی أیام العطل.
والخلاصة أن الأفراد المُصابین بعادة جنسیة خبیثة إذا لم یملکوا برنامجاً أو هوایة تملأ تمام أوقاتهم فإنّهم لا یستطیعون أن یترکوا هذه العادة سهولة لأنّ الهوایة أو البرنامج من العوامل المؤثرة فی ترکها.
ومن المؤکّد أن تنظیم برنامج کهذا سیساعدهم على مراحل مهمة وعقبات صعبة فی طریق ترکها.