«2» انخفاض نسبة الزواج; مأساة اجتماعیة کُبرى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المشاکل الجنسیة للشباب
طول مدّة الدراسة; العقبة الکؤود أمام الزواج«3» سهول اقامة العلاقات اللامشروعة عامل مهم فی قلّة الإقبال على الزواج

یعتبر قلّة الإقبال على الزواج وعدم رغبة الشباب بالحیاة الزوجیة، والجنوح نحو حیاة العزوبة - بل یتعذّر حتى تسمیتها بالحیاة - مأساة حقیقیة بالنسبة للبشریة، التی أخذت تهدد بجدیّة حیاة الإنسان فی القرن الحدیث، ولا تقتصر مأساة قلّة الزواج على کونها تدفع باتجاه انقراض الجیل، فالبشریة لا تواجه الآن مشکلة قلّة التعداد السکانی، بل بالعکس حیث أنّ ازدیاد وتنامی عدد الأفراد یشکل قلقاً لأغلب البلدان (طبعاً نقصد البلدان غیر الصناعیة، لأنّ عملیة تحدید النسل فی البلدان الصناعیة قائمة على قدم و ساق).

والخطیر فی الأمر هو انّ الأفراد العزّاب متأخّرون عن الرکب فی شعورهم بالمسؤولیة الإجتماعیة، فهم لا یشعرون بأیة رابطة بینهم وبین المجتمع، فهم یعیشون حیاة هامشیة لا وزن لها، وهم أشبه شیء بکرات صغیرة تسبح فی هذا الفضاء الواسع، أیة هزّة بسیطة تعرض لهم قد تجعلهم یهجرون وطنهم ویحلّقوا الى وطن آخر، فلیس لهم من حنین الى ماء أو تراب، بل قد یودعون حیاتهم إلى غیر رجعة فی بعض الأحیان إذا شعروا بالتذمّر والامتعاظ.

وهذا ما یلمس بوضوح من خلال إحصاءات الإنتحار التی تُشیر إلى وقوعها بین العزّاب أکثر مما علیه بین المتزوّجین، هروب الأدمغة فی أوساط العزّاب هی الاُخرى تشاهد بوضوح، إلى جانب کون أغلب المجرمین من العزّاب أو أولئک الذین یعیشون الحیاة الشبیهة بالعزوبة. وفی الحقیقة أنّ الحیاة الزوجیة تخرج الانسان من دائرة أنانیته واتخاذه ما یشاء من قرارات بشأن نفسه ومستقبله، کما أنّ شعوره بالمسؤولیة تجاه مجتمعه الصغیر «الاُسرة» یحول دونه ودون ارتکاب أی خطأ أو جریمة، فی حین ینطوی عدم الشعور بالمسؤولیة وفقدان الارتباط الإجتماعی على عواقب وخیمة، یتمثّل أبرزها فی عدم تجنید الفرد لکافة طاقاته والاستفادة من جمیع إمکاناته من أجل النهوض بحیاته والعمل على تطویرها. ولا غرو فلیس هنالک من حاجة لمزید من الإمکانات لادارة شؤون حیاة فردیة. ولذلک ترى حیاة العزّاب تتصف بالجمود والکسل واللاابالیة وعدم الاکتراث للحصول على مقومات العیش الى جانب عدم رعایتها والحفاظ علیها، ولهذا أیضاً تجد أغلب الأفراد العزّاب یعجزون عن ادارة شؤون حیاتهم الشخصیة، فیبدون طُفیلیین یعیشون عالة على المجتمع، وما أن یبدأوا حیاتهم الزوجیة حتى یتحولوا الى أفراد ذوی عزم وارادة، جدیّین ونشطین یفیضون ارادة وقوّة وحیویة وهذه هی معجزة الشعور بالمسؤولیة، ولعلّ الروایة التی ربطت الرزق بالزواج أرادت أن تُشیر الى هذا المعنى، ومن هنا یمکن تشبیه العزّاب بالرحّالة من البدو الذین ینتقلون من مکان إلى آخر، بحثاً عن الماء والکلاء، دن أن یعیروا الأرض التی یحلون فیها أدنى اهتمام من بناء أو إعمار، وأما على الصعید الأخلاقی فإنّ الفرد الأعزب لا یصبح إنساناً کاملا قط، وذلک لأنّ أغلب المثل من قبیل الوفاء والعفو والسخاء والعاطفة والمحبة والفِداء ومعرفة الحق، إنّما هی مفاهیم أخلاقیة اجتماعیة لا یمکن تحققها إلاّ فی البیئة الاُسریّة والحیاة الزوجیة المشترکة ووجود الأولاد، ولذلک فالفرد الأعزب بعیداً کلّ البعد عن معرفة هذه المفاهیم فضلا عن التعامل بها.

صحیح ان مسؤولیة الحیاة الزوجیة المشترکة تضع الانسان أمام سیل جارف من المشاکل، ولکن هل یتکامل الإنسان دون مواجهة مثل هذه المشاکل؟!

أمّا مسألة تلبیة الإحتیاجات الطبیعیة الجسمیة والروحیة، وردود الفعل النفسیة غیر المرضیة الناشئة من عدم تلبیة هذه الاحتیاجات الواقعیة والمسلمة، فهی قضیة اُخرى ینبغی بحثها بصورة مستقلّة.

وعلى ضوء هذه الحقائق التی تأبى الإنکار، لا نرى أنفسنا مغالین إذا نعتنا الجنوح نحو العزوبة وقلّة الإقبال على الزواج بالمأساة الإجتماعیة الکبرى.

وهنا یبرز هذا السؤال : ما الذی ینبغی القیام به بالنسبة للشباب حیال هذه الوظیفة الإجتماعیة الطبیعیة، مع وجود هذه المطبات والصعاب التی تستنزف طاقة الشباب؟ هل یستطیع الفرد أن یقوم بهذه الوظیفة الخطیرة والمقدسة بوقتها، رغم المشاکل التی أفرزتها حیاة المکننة وهذا البون الفکری بین الآباء والاُمّهات والشباب، إلى جانب الوضع الراهن للدراسة وما یتمخّض عنه من صِعاب، وهذه المعضلة المتمثّلة باختیار العمل، وانعدام الثقة بین الأفراد؟ هذه هی المشاکل التی ینبغی الخوض فیها بغیة حلها، والا بات من المستحیل حل هذه المعضلة الإجتماعیة.

أمّا المسألة التی یجب ألاّ نغفلها ونهتم بها فهی مسألة الوضع المضطرب للزواج فی عصرنا الراهن، الوضع الذی خلقه المجتمع وخلقناه نحن بأنفسنا، نحن أنفسنا الذین أسسّنا هذا البِناء الأجوف وأصبحنا أسرى العادات والتقالید العمیاء، وإلاّ فلم یصدر إلینا هذا الأمر من الخارج، انه ولید مجتمعنا وبناءاً على هذا فإذا عقدنا العزم واتخذنا القرار الصحیح فإننا سنتمکّن من قلب هذا الوضع رأساً على عقب، علینا أن نطرح مشروعنا الجدید; المشروع القائم على أساس الحقائق والمفاهیم الواقعیة للحیاة، لا على أساس الحقائق والمفاهیم الواقعیة، لا على أساس الأوهام والخیالات والتقالید والعادات الفاسدة.

ولیعلم الجمیع أنّ هذا المشروع لا یتضمّن المحال، ولا یجعلنا نحتاج الى المعجزة.

طول مدّة الدراسة; العقبة الکؤود أمام الزواج«3» سهول اقامة العلاقات اللامشروعة عامل مهم فی قلّة الإقبال على الزواج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma