«أُبادر إلى إرسال هذه الرسالة معتمداً على أقوالکم فی کتاباتکم: لیبین الشباب مشاکلهم فی مختلف الموضوعات.
إنّ الهاجس الذی یؤلمنی ویؤذینی ویقرّب بینی وبین الهلاک، یرجع إلى الأُمور الجنسیة، وإلیکم شرحه وتوضیحه:
أنا طالب فی الثالثة والعشرین من عمری، وعندما وضعت أوّل قدم فی دائرة البلوغ ابتلیت بانحراف جنسی وذلک بسبب عدم تربیتی الصحیحة وقلّة اطلاعی وقد مارست هذا الإنحراف مدّة سبع سنوات.
أنا الآن مبتل بهذا الداء العِضال، وکلما حاولت أن أترکه لم أفلح، فضلا عن مطالعة أضراره فی بعض الکتب فاننی أحسّها فی جسمی: ضعف العیون، ضعف الأعصاب، فقر الدم، إرتعاش البدن، النحول والذبول. کلّ هذه العوارض قد أنهکتنی! کنت أملک استعداداً کافیاً للدراسة، أمّا الآن فقد قل استعدادی وضعف إدراکی واواصل الدراسة بصعوبة تامّة.
عندما أمسک القلم بیدی تخوننی قدرتی على الکتابة فأرمیه مدّة حتى أستعیدها فأبدأ الکتابة، أملک إیماناً ضعیفاً ووجدانی المغیّب یؤنّبنی، إننی مرغم على أن أجلس فی زاویة وأبکی حتى تحمر عینای.
والخلاصة : أنا بائس تعس لا أملک ناصراً ولا معیناً!!...
وربّما ترغبون أن تعرفوا لماذا اننی لا أترک هذا الداء مع مشاهدتی لأضراره؟ استطیع فی الجواب أن أقول لکم بأنّ ترک هذا العمل بالنسبة لی مستحیل تقریباً، فعند النزوة تسلب ارادتی، وبعد الفراغ والصحوة لا أملک غیر البُکاء!...
أتوسّل إلى الله تعالى، وإلى أولیائه أن یخلّصنی من هذا البلاء ولکن لیست هناک ثمرة حتى أننی أُفکّر فی نفسی أحیاناً وأسالها، هل أنّ الله تعالى، وأولیاءه لا یتلطّفون بالأشخاص الفاسقین مثلی؟
لقد صبرت حتى علم الصبر على أننی صبرت على شیء أمرُّ من الصبر، وسئمت الحیاة، إرحمونی وخذوا بیدی إلى طریق النجاة، أرشدونی إلى علاج طبّی إذا کنتم تعرفون ذلک، واعلموا - وأنتم تعلمون - بأنّکم لا تحتاجون إلى احترامی وشکری وتقدیری وتقدیر أمثالی، بل یجب على المجتمع أن یشکر لکم مساعیکم ویحترمها وأجرکم على الله».
