«7» لمن الاختیار: الابناء أم الاباء؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المشاکل الجنسیة للشباب
«6» الآباء والاُمّهات المتزمّتونطریق ملیء بالمخاطر فی حیاة الشباب

هذا هو انتخابی وهذا انتخاب أبی واُمّی!

ما أکثر نظائر هذه القصة التی قد نشرت فی الصحف:

فتاة فی سن الثامنة عشرة من عمرها، کانت ترتدی ثیاب العرس، وقبل أن یتم عقدها بلحظات، خلعت ثیاب عرسها وارتدت زی الرجال ثمّ ألقت بنفسها من نافذة الغرفة إلى فناء الدار وهربت من البیت من دون أن یشعر بها أحد وبعد ذلک أوصلت نفسها إلى أحد الحمامات وفی الحمام قطعّت شریان یدها مما سبّب لها نزیفاً دمویاً شدیداً کانت عاقبته أن اُغمی علیها فاضطر عمّال الحمام إلى نقلها الى أحد المستشفیات ثم إنقاذها من مخالب الموت المحتّم، وبعد أن استعادت حالتها الطبیعیة سألها حاکم التحقیق عن سبب انتحارها فقالت:

کنت أدرس حتى العام الماضی فی إحدى المدارس الثانویة، وکنت قد تعرّفت على شاب أنیق لائق ولشدّة أواصر العلاقة بیننا وازدیاد ثقتی به أصبح خظیباً لی، وفی ذات یوم عندما کنت أُطالع الجریدة الیومیة فوجئت بصورته کمجرم اُلقی القبض علیه من قِبل المسؤولین نتیجة سرقة مجوهرات، فاتصلت بمنزله هاتفیاً - مع أنی لم أکن أُصدّق الخبر - ففهمت بعد التحقیق بأنّ القضیة واقعة حقیقیة وانه کان یمارس السرقة بمعیة عصابة، وکل ما یملکه الآن هو ملک للآخرین!

مع هذا لم أکتف بهذا التحقیق بل اتصلت بالشرکة التی کان یدّعی بأنه یشتغل فیها کمهندس ذی مسؤولیة کبیرة فعلمت بأنّ کلامه کان کذباً وخداعاً وأنّ مسؤولی هذه الشرکة لا یعرفون مثل هذا الشخص أبداً.

وقبل شهر طلب یدی رجل فی سن الأربعین ولم یمض زمن طویل على وفاة زوجته وهو من أصدقاء أبی الأثریاء، ولما لم أکن أرغب بمثل هذا الزواج فقد بیّنت رأیی مراراً وتکراراً ولکن «لقد أسمعت لو نادیت حیاً ولکن لا حیاة لمن تنادی» فقد أصرّ أبی على هذا الزواج، وعلى حین غفلة وجدت نفسی أمام أمر واقعی، آنذاک لم یکن أمامی سوى الفرار ثم الإنتحار».

هناک نظریتان متضادتان فی موضوع الزواج :

الأولى : أنّ الزواج یجب أن یکون خاضع لرأی الآباء والاُمّهات واختیارهم.

الثانیة : أن تفوّض هذه المسألة المهمة للشباب أنفسهم ولیس لأی أحد شأن فی ذلک.

ولکل من هاتین النظریتین أصحاب ومؤیدون، وقبل أن نجد الرأی والطریق الصحیح یجب أولا أن نتعرّف على أدلّة أصحابهما.

 

جماعة من الشباب یقولون :

«هل أن الآباء والاُمهات یریدون أن ینتخبوا زوجة لأنفسهم حتى أن رضاهم یکون شرطاً أساسیاً؟!

الشخص بنفسه یجب أن ینتخب شریکة حیاته.

إنّ الفتاة التی قد تکون فی نظر آبائنا واُمهاتنا مَلَکاً من الملائکة، قد تبدو لنا أسوأ من الشیطان إذا لم تکن لدینا رغبة فیها.

تظهر تحقیقات علماء الإجتماع والقضاة، بأنّ أکثر وقائع الزواج التی تنتهی بالطلاق هی وقائع الزواج التی تقع فی سن مبکّرة، والتی یکون ملاکها رضا الأب والاُم.

إنّ سبب فرر أو انتحار الکثیر من البنات والأولاد - الذی نقرأه فی الجرائد دائماً - هو اشتباه أولیائهم وإلاّ فإنّ الإنسان العاقل لا یقدم على الفرار أو الإنتحار بدون سبب.

إذا فرضنا أنّ الشباب کانوا فی وقت ما صمّاً عمیاً غیر قادرین على تشخیص مصالحهم، ففی عصرنا الحاضر لیسوا کذلک فهم أصبحوا یعرفون کلّ شیء قبل بلوغهم.

إنّ تفکیر الآباء والاُمّهات - أساساً - لا یوافق روح العصر ولهذا لا یستطیعون فهم احتیاجات الفتاة والولد العصریین.

والخلاصة أنّ الآباء والاُمّهات یجب أن لا یتدخلوا فی هذه المسألة الحیاتیة ویجب أن یترکوا المیدان مفتوحاً لأبنائهم.

أمّا الآباء والاُمهات فیقولون:

الإنسان فی بدایة شبابه خال من التجربة حتى لو کان عالماً وفیلسوفاً مثل افلاطون أو ابن سینا، وبعبارة اُخرى، إنّ الشاب باعتبار عدم تجربته للاُمور یکون سلیم القلب، وعلى هذا الأساس، فانه یأخذ الاُمور بظاهرها، ولهذا فانه ینخدع بسرعة بالمظاهر الخارجیة الجذّابة بدون أن یعلم أن هناک شیاطین تختفی خلف تلک المظاهر الخارجیة الخلاّبة.

نجد کثیراً من الأفراد لأجل أن یوقعوا الأولاد والبنات فی مصیدة العشق یحفظون عبارات جمیلة جذّابة وجملا ساحرة عذبة، وبالإستفادة من قوّتهم وفنونهم الشیطانیة وباستعمال هذه العبارات یسرقون قلب الطرف المقابل ویوقعونه فی حبال شراکهم، وبعد أن یتزوّج الطرفان ویتم کلّ شیء یتبیّن خلاف ذلک.

مهما کان الشباب أذکیاء ومجرّبین فانهم محتاجون إلى مرشد ودلیل فی هذا الطریق الذی یقطعونه لأوّل مرّة، فیجب أن یسألوا عنه سالکیه، خوفاً من أن یضلّوا فیه.

هل أنّ الآباء والاُمّهات أعداء لأبنائهم حتى لا یریدون مصلحتهم ،إنّ أبناءهم أعز علیهم من أنفسهم ویحبونهم أکثر مما یحبّون أنفسهم ولذلک فانهم یفدونهم بأرواحهم، ولو فرضنا أنّ الآباء لا یعرفون شیئاً ولیس لدیهم اطّلاع وثقافة ألیس أنهم ذاقوا طعم الحیاة وجرّبوها؟ ذاقوا مرّها وحلوها، فهم یعرفون خصوصیّات الحیاة الزوجیة ومزایاها ویستطیعون أن یمیّزوا بین الواقعیات وبین الأوهام والخیالات.

ومع غض النظر عن ذلک فإنّ عزل الإبن أبویه - اللذین لهما حق التربیة علیه واللذین ضحّیا بتمام قدرتهما وقوّتهما فی سبیل إسعاده - عن هذا الموضوع الحسّاس الذی یؤثر فی حیاتهما تأثیراً شدیداً یُعتبر أمراً قبیحاً وبعیداً عن الأخلاق جداً.

إنّ انتخاب الإبن لشریک حیاته بدون رضا أبویه وإن نسیانه لدیونهما علیه لا یتّفق مع أی أصل إنسانی أو قیمة حضاریة.

نحن نعتقد بعدم صحة وواقعیة أی من النظریتین السابقتین، فلا الآباء والاُمّهات لهم الحق فی أن یحمّلوا أبناءهم عقیدتهم الخاصة فی انتخاب الزوجة، ولا من صالح الشباب اختیار الزوجة بأنفسهم فقط.

بل الصحیح هو أن یتشاور الأبناء والآباء حول هذه المسألة الحیاتیة ویتبادلوا النظر فیها حتى یوصلوها إلى الهدف المطلوب.

 

الآباء والاُمّهات یجب أن ینتبهوا إلى هذه الحقیقة وهی أنّ مسألة انتخاب الزوج أو الزوجة لیست کلها استدلالا وجدالا بل العنصر الرئیسی فیها هو الذوق، وأی ذوق؟ ذوق الأفراد أنفسهم، ومن الطبیعی أن الأفراد متفاوتون فی هذه المسألة کثیراً حتى الأخوین.

من النادر جداً أن یدوم الزواج المفروض طویلا، ومع بقائه مدّة طویلة فانه ینتهی بالفراق حتماً.

المسألة المهمة والخطرة جداً هو أن ینظر الآباء والاُمّهات إلى مصالحهم الشخصیة عند انتخاب زوجة لابنهم.

إنّ مثل هؤلاء الأفراد منحرفون عن الحقیقة وضالّون عن جادّة الصواب، ثمّ من جهة اُخرى یجب أن لا ینسى الشباب بأنّ الحب والعشق فی هذا الوقت - وقت الشباب - یسدل ستاراً أمام العین بحیث یجعلها تغفل عن مشاهدة العیوب ولا ترى إلاّ المحاسن.

یجب على الآباء والاُمّهات والأصدقاء المخلصین أن یساعدوا الشباب فی هذا الإنتخاب بأفکارهم القیّمة والصحیحة.

إضافة إلى ذلک فإنّ الشباب مهما کانوا أقویاء ومنعاء فانّهم لا یستغنون عن مساعدة الآباء والأصدقاء فی طوفانات حوادث الحیاة.

إنّ الشباب إذا عزلوا آبائهم واُمّهاتهم عن هذا الأمر فإنّهم لا یستطیعون أن یعتمدوا علیهم فی حلّ مشاکل حیاتهم القادمة، ولا أن یرکنوا الیهم مع العلم بأنّ الإعتماد علیهم ضروری بالنسبة لهم، وعلى هذا فیجب على الشباب أن یقنعوا آباءهم قدر المُستطاع.

إنّ الإسلام قد نظر فی قوانینه إلى هذه المساعی المشترکة بین الطرفین وخاصة فی موضوع البنت البکر حیث اشترط رضاها أولا ثمّ موافقة ولیّها.

أما موارد الزواج التی ینظر فیها إلى المصالح الشخصیة للأب أو الإبن فهی خارجة عن روح القانون الإسلامی.

«6» الآباء والاُمّهات المتزمّتونطریق ملیء بالمخاطر فی حیاة الشباب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma