الهوس أحد أُسس الزواج الخطرة والخطیرة، ولا ینبغی خلط هذا الامر سهواً باللذة الجنسیة المشروعة التی تنبعث عن الزواج بالفطرة.
لیس هناک من شک بأنّ أکثریة الشباب یهدفون إلى اللذة الجنسیة من وراء الزواج، وهذا حق من حقوقهم حیث أنّ الفطرة قد أودعت هذه الغریزة الجنسیة القویّة فیهم.
ولکن الهوس شیء أبعد من هذا، الهوس سلسلة من الخیالات الساذجة والمحاسبات الخاطئة المختلطة، بالشهوات الشیطانیة والحیوانیة. فالامتیازات الفارغة الطارئة والصبیانیة الحمقى انما تشکّل العمود الفقری للهوس.
إنّ الزواج الذی یبتنی على الهوس عادة ما یقود الى الانفصال، لأنّ المتکفل بدوامه أشیاء جوفاء کزبد الماء أو بریق السماء!
هناک علامات کثیرة (لزواج الهوس)، فمجلات الهوس مملوءة بأنواعه، وتشکّل الأفلام السینمائیة نماذج متعددة منه، وکذا فإنّ زواج وطلاق المغنین والممثلین یمثل صورة أُخرى له.
إنّ هؤلاء الممثلین والمغنین یتزوجون ویطلقون، والغرض من کلّ ذلک هو أن تتکلم عنهم الألسن وتتحدث عنهم النوادی وتنشر الصحف والمجلات عن زواجهم وطلاقهم وحتى یتخذ عملهم شکلا جدیداً نتیجة لهذه الشهرة.
نحن نعلم أنّ الأدوار المعروضة على شاشة السینما لیست إلاّ حوادث مصطنعة وأن هناک صوراً وأشکالا أُخرى غیرها، أما ذوو الهوى والهوس فیعتبرون هذه الأدوار والاُمور - التی لیست سوى سراب وضباب - حقیقة واقعیة دون تحقیق أو مطالعة ینشؤون علیها أُسس حیاتهم ومستقبلهم ونتیجة لذلک نجدهم یجنون لهم ولغیرهم العذاب والتشرّد الذی یعتبر کفّارة لهوسم الخاطف.
النموذج الآخر لهذا النوع من الزواج الذی قوامه الهوى والهوس هو الزواج الذی یحدث بسبب حرکة خاصة على ساحل البحر أو فی المصیف مثلا أو بسبب إبراز عواطف خاصة عند مشاهدة بعض المسابقات الریاضیة.
