من أهم المسائل التی یواجهها الشباب طریق الوقایة من تلوّث الأفراد السالمین علاج المصابین
رأینا فی البحث السابق - بذکر بعض النماذج الحیّة - کیف أنّ التعوّد على الشذوذ و الإنحراف الجنسی یجعل الإنسان موجوداً مریضاً عاجزاً، یائساً، متخلفاً ویقوده أخیراً نحو «الجنون» و «الموت».
یوجد - ومع الأسف الکثیر - فی عصرنا الذی سمّاه البعض «عصر الخلاعة» کثیر من الکتّاب الذی یسعون إلى التقلیل من أهمیّة انحراف الشباب الجنسی وربّما عدّوه أحیاناً ضرورة حیاتیة لبعض المنحرفین حیث جعلوه من لوازم مراحل الشباب!!!
نحن نعلم وأنتم تعلمون أیضاً بأنّ هناک زمرة جعلت هذا الأمر وسیلة لکسبها غیر المشروع، وقد سحقت جمیع القیم الإجتماعیة من أجل ضمان مصالحها الخاصّة، ففی الآونة الأخیرة مثلا نشر فی إحدى المجلات التی تصدر باسم «النساء» خبر هزّ العالم الأوربی - على حد قول محرر المجلة - وربما انتشر إلى بقیة أنحاء العالم، وهو أنّ امرأة قد نشرت فی إحدى الصحف بأنّها تفتش عن معشوقة لزوجها!!...
إنّ هؤلاء یتّخذون من أمثال هذه الأخبار - التی لا یبعد أن تکون من نسجهم وزیفهم، أو من أفکار مساعدیهم - وسیلة مؤثرة للدعایة لمجلّتهم.
هل یستطیع أن یؤثر نشر هذه الأنواع من الأخبار - وبهذه الصورة - فی المجتمع شیئاً سوى الفساد.
إنّ البؤس والشقاء لا تنحصر هنا فقط بل إنّ البعض من علماء الإجتماع والنفس والأطباء یصف هذا الإنحراف بأنّه طبیعی وغیر مضر.
ولأجل الوقایة من هذا الإنحراف یقترح بعض المعتقدین بأضراره الوخیمة طرقاً لرفعه ودفعه، ولکنهم فی بیانهم لهذه الطرق لیس فقط لا یساعدون الأشخاص المنحرفین على حل مشاکلهم فحسب بل یعلمونهم طرقاً جدیدة للإنحراف وبهذا یضیفون انحرافاً آخر إلى انحرافاتهم!
إنّ مجموع هذه العوامل أظهرت مسألة انحراف الشباب الجنسی بشکل مسألة معقّدة لا یمکن قلع جذورها بسهولة بل یحتاج إلى وقت طویل وتخطیط دقیق لطرق کثیرة.