هل یستمر تکامل الوجود الإنسانی لما بعد الموت؟ مع العلم إننا نشاهد بوضوح أنّ التکامل البدنی للإنسان یستمر حتى سن الأربعین ثم تبدأ المرحلة التنازلیة حتى تصل الصفر حین الموت فینتهی کل شیء.
—–
لکن لا ینبغی نسیان أنّ موتنا إذا کان یعنی نهایة الحیاة وما بعد الموت هو الظلام التام والعدم، فقد حصلت هنا عملیة تناقض التکامل (مع العلم إنّ هذا الحساب صحیح من الناحیة الفردیة، أو من حیث النظرة الفردیة، ولکن من الناحیة العلیة فان النوع الإنسانی یواصل مسیرته التکاملیة وآثار الناس باقیة مهما کانت صغیرة، کما تواصل البشریة، مسیرتها رغم ذهاب الأفراد ولا تعرف مسیرتها التعثر والتوقف).
—–
ولکن إذا نظرنا إلى الموت على أنّه نوع ولادة ثانیة (کولادة الفرخ من البیضة والإنسان من رحم الأم) وانتقال من وسط محدود إلى وسط یفوقه سعة بعدة أضعاف، فإنّ مواصلة المسیرة التکاملیة ستکون حتمیة حتى فی عالم البرزخ و القیامة.
ولیس لدینا أی دلیل على توقف هذه المسیرة التکاملیة للروح بعد الموت، بل سوف تستمر هذه المسیرة نحو اللانهایة (نحو الذات القدسیة الطاهرة).
الختام .