معجزة الحافظة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّالوجود
إعجاز الحافظة!نعمة النسیان

لکن قیل لنا أنّ روعة هذا الجهاز لا تقتصر على سرعته وسعته، بل بفعله للمعاجز.
قلنا کیف؟... ومن أسماه کذلک؟
قالوا:إنّ العلماء والمختصین لما ذهلوا لطبیعة عمله اصطلحوا علیه بالمعجزة(1).
عادة ما ینسى الإنسان بصورة کلیة اسم الشخص أو الموضوع، ثم یبذل جهده وسعیه للعثور علیه، فیقلب رفوف إرشیف الحافظة رأساً على عقب الواحدة تلو الأخرى ویبحث عن ضالته فی کل مکان.
حسناً إن کان الإنسان یعلم ذلک الاسم أو ذلک الموضوع فکیف یبحث عنه؟ وإذا لم یکن یعلمه فکیف یبحث عن شیء لا یعرفه، أفیمکن أن یبحث الإنسان عن شیء لا یعلمه؟ ومن هو هذا الإنسان؟
هنا نقول بشأن النسیان: إنّ الإنسان یبحث عن ضالة لا یعلمها، وفجأة ومن خلال جمع القرائن المختلفة یتّجه إلى رف لیجد ضالّته  هناک! ویصطلح العلماء على هذه القضیة بمعجزة الحافظة، والحق أنّ الأمر کذلک، فهناک نقطة حساسة تکمن فی حل هذا التضاد المذهل وهی:
إنّ الإنسان فی مثل هذه الموارد لا یبحث عن ذلک الاسم أو الموضوع الذی لا یعلمه، بل یبحث من أجل الحصول علیه فی مجموعة الحوادث الکائنة فی ذهنه برفقة الاسم المطلوب، مثلاً یعلم أنّه تعرف على هذا الصدیق لأول مرّة فی الیوم الفلانی والمکان الفلانی، فیطلب فوراً ملف ذلک الیوم والمکان من الحافظة وینهمک فی تصفحه، ویلتفت فجأة إلى اسم معین على هامش ذلک الملف المذکور، وهذا الاسم بلا شک هو لذلک الصدیق، فیشعر بحالة من الفرح والسرور حین العثور على ضالّته بحیث ینسى کل التعب والإرهاق الذی عاناه من أجل الظفر ببغیته.
—–
 
التداعی; القضیة العجیبة الأخرى
قالوا: من الخصائص الطریفة الاُخرى لهذا الارشیف العظیم عدم ترتیبه وحفظه للخواطر بصورة مستقلة ومنفصلة عن بعضها، وهذا عمل عبثی ومجهد، بل یحفظ الخواطر على هیئة مجموعات کما تقیم بین هذه المجموعات حلقات اتصال وسلسلة من أسلاک الارتباط; العمل الذی لا یتمّ فی أی إرشیف ومستودع للمعلومات.
والفائدة المترتبة على هذا العمل هى السرعة والسعة الفائقة للاستذکار والحیلولة دون النسیان; لأنّ مسائل مجموعة کحلقات السلسلة المتصلة مع بعضها ویکفی أن تحرک حلقة واحدة لتتحرک جمیع الحلقات وتتمّ عملیة الاستذکار.
یمکن أن ینسى الإنسان بعضى مشخصات فرد أو تفاصیل حادثة، ولو کانت کل واحدة منهما قد حفظت بصورة منفصلة لما تیسرت عملیة الاستذکار آنذاک، أمّا الحفظ الجماعی فإنّه یؤدّی إلى کون الظفر بالضالة متوفراً على الدوام، حیث یندر نسیان کافة أجزاء المجموعة وهذا هو الأمر الذی یصطلحون علیه بتداعی المعانی.
—–
 
ومن هنا أیضا یستنبط طریق یؤدی إلى تقویة الحافظة، وهو أننا حین نحفظ شیئاً نسعى لایجاد تداعی أکبر بین ذلک المطلب والحوادث الزمانیة والمکانیة الأخرى، أی إننا نبعث بذلک الموضوع برفقة مجموعة من الحوادث التی رافقته إلى الحافظة، لیحصل الاستذکار بکل سهولة بمجرّد تحریک إحدى حلقات هذه الحوادث، مثلا حین حفظ اسم المنطقة الفلانیة نلتفت إلى أنّ حرفها الأول شبیه اسم رفیقنا، وشکل کلمتها یرادف اسم المؤسسة الفلانیة أو الشارع الفلانی، فهذه الأمور تسهم کثیراً فی عملیة الاستذکار أو تقویة الحافظة (علیک بالتمعن).


1. انظر کتاب «الحافظة» من سلسلة «ماذا أعلم».

 

إعجاز الحافظة!نعمة النسیان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma