جواز سفر لعالم ماوراء الحس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّالوجود
لایمکن الاکتفاء بالاعتماد على الحس بمفردهدور العقل فی تسدید الحس

الحس بمفرده لایحل مشکلة

من العجائب فی هذا العصر أنّ بعض الصفات الروحیة للإنسان من قبیل المثابرة والإرادة والدقّة والتحمل وأمثال ذلک أخذت تحسب وتقاس بالعقارب وبعض الوسائل والأدوات بحیث اکتسب کل شیء طابعاً حسیاً لنفسه، لکن مع ذلک لیس للحس بمفرده ودون سلطة العقل والموازین الفکریة أن یحل أیّة مشکلة.
الواقع هو أنّ المدرسة الحسّیة قد انهارت وتآکلت من الداخل والأشخاص الذین اکتفوا بالحس فی مطالعاتهم سوف لن یتمکنوا قط من حل وکشف الأسرار العظمى للوجود.
ونضیف إلى ذلک:
إنّ هؤلاء الأفراد کالجنین الذی ینمو فی بطن أمه ویفترض أن یتمتع بعقل وشعور کاف، فمن المسلم به أنّه یرى نفسه الموجود الحی الوحید لعالم الوجود، والخارطة التی یتصورها لعالم الوجود یکون مافوق رأسه شمالها وتحت قدمه جنوبها وطرفه الأیمن والأیسر شرقها وغربها، وقلبه سیکون بالطبع مرکز هذا العالم.
أو کدودة القز التی تقبع داخل شرنقتها وتتصور أنّ العالم عبارة عن مجموعة خیوط حریر تحیط بها وهی قابعة فی مرکز العالم!!
والطریف أنّ خطأ الحواس على درجة من الکثرة بحیث دعت طائفة من الفلاسفة إلى انکار وجود المحسوسات بصورة کلیة،  والاعتقاد بأنّ ما نراه بحواسنا فی عالم الیقظة کالصور والمناظر التی نراها فی الأحلام الجمیلة أو الرؤیا المخیفة فهی خیالیة جوفاء لا حقیقة لها. وهذه هی «المدرسة المثالیة» التی تشتهر بکثرة أتباعها من بین الفلسفات القدیمة والجدیدة، فهی ترى عالم الوجود مرکباً من الأفکار والتصورات فقط، صحیح أنّ الخیالات والمشاجرات العابثة أو الفلسفة الوهمیة والمضحکة أحیاناً شجعت بعض الفلاسفة القدماء من أنصار مدرسة الاصالة الحسیة لانکار کل ما وراء الحس، إلاّ أنّ هذا الانکار هو غیر منطقی بنفس الدرجة التی بلغتها المدرسة المثالیة التی خلصت من أخطاء الحواس إلى نتیجة غیر معقولة مفادها إنکار الموجودات الحسیة بصورة کلیة، فکلاهما قد أخطأ فی حساباته.
—–
 
العالم الحسی فی اتساع دائم:
لابأس أن نسلط الضوء الآن على هذا الموضوع وهو إننا حین نتحدث عن الحس والموجودات الحسیة فإننا لا نشیر إلى حقیقة ثابتة ومشخصة، بل إلى واقع مختزن فی هذه الکلمة فی حالة تغییر واتساع تتناسب والتطور والتقدم الذی یطرأ على أدوات ووسائل المطالعات الحسیة.
لقد کان عالم المحسوسات ذات یوم یقتصر على بضعة آلاف من الکواکب التی کنا نشاهدها بأعیننا فی أنحاء السماء، کما کان یحتمل أن تکون أصغر وحداتها هی هذه الذرات المعلقة من الغبار، أمّا الیوم  فقد مکنتنا أدوات ووسائل الأبحاث العلمیة من مشاهدة آلاف الملایین من الکواکب فی السماء وملایین الوحدات الصغیرة المعلقة فی مرکز تلک الذرة من الغبار، فهل العالم المحسوس الیوم هو ذات العالم المحسوس بالأمس؟
یمکن تشبیه الوضع فی الماضی والحاضر بذلک الزنبور الذی ولج أعماق غابة مترامیة الأطراف وهی تضم مئات الملایین من الأشجار الضخمة وقد حط على غصن شجرة لیرى بعینه الضعیفة بضعة أغصان وأوراق أحاطت به من کل عالم الوجود، والوحدة الصغیرة له هی الورقة الصغیرة للشجرة والوحدة الکبیرة هی عدّة غصون حوله، فلو کان لهذه الحشرة مکبرة ومکریسکوب لترى من جانب جمیع أرجاء الغایة الواسعة، ومن جانب آخر ترى آلاف الخلایا والألیاف الحیّة فی الورقة الصغیرة الواحدة، فهل عالم الوجود واحد فی الحالتین بالنسبة لهذه الحشرة؟
من أین سندری أنّ العالم سیشهد فی المستقبل مثل هذه القفزات بحیث تکون مقارنته بما علیه الیوم أعظم من مقارنته عمّا کان علیه بالأمس، فهل هناک احتمال ینفی ذلک؟
وعلى هذا الأساس أفلا یبدو الاعتماد على المحسوسات - وبالمقدار المحدود الذی نعیشه ـ من الناحیة العملیة ضرباً من ضیق الأفق وبعیداً عن المنطق؟
—–
 

لایمکن الاکتفاء بالاعتماد على الحس بمفردهدور العقل فی تسدید الحس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma