لماذا جئنا من العدم؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّالوجود
قلیل من الأفراد من لا یطرح هذا السؤال: لماذا جئنا؟ التکامل فی قلب الموت


لماذا جئنا من العدم؟
لابدّ إنّک ستقول أنّ مسیرنا بعد الوجود سیکون تکاملیاً، لکن ما الضرورة من مجیئنا للوجود، لیکون للخلق تکلیف یروم سوقنا إلى الکمال؟ والخلاصة فالتکامل یرتبط بالموجودات، أمّا المعدومات فلا تحتاج إلى التکامل (علیک بالدقّة).
إلاّ أنّ هناک إجابة واضحة على هذا السؤال وهی:
إذا أوصلنا العدد 9 إلى 10 فمن المسلم به أنّه حصل تکامل (بقدر واحد) فإن بلغنا بالصفر عدداً فهل حصل تکامل أم لا؟ قطعاً حصل تکامل لامتناهی، فإذا کان الواحد هو وحدة للتکامل فإنّ استبدال الصفر بعدد هو تکامل فائق (علیک بالدقّة أیضاً)، یعنی إن کان تطور النطفة فی عالم الجنین تکاملاً، فإنّ ظهور النطفة وذراتها من العدم یعد مالانهایة من التکامل.


ما فائدة التکامل؟
سمعنا مراراً على هامش التوضیحات المذکورة بشأن خلق الإنسان أنّ البعض یسأل: أننا إذا خلقنا من أجل التکامل على جمیع الأصعدة المادیة والمعنویة، فما فائدة هذا التکامل؟ ماذا سیکون الأمر لو لم یکن؟
للإجابة على هذا السؤال نطرح على الشباب سلسلة من الأسئلة الاختباریة فیلتفتون آخر الأمر إلى الردّ القاطع على السؤال، مثلاً نسأل:
- لم تدرسون؟
- لنقبل فی الإمتحانات.
- لم تقبلون فی الإمتحانات؟
- لنحصل على شهادة مرضیة.
- ما فائدة الشهادة؟
- لنمارس عملا جیداً.
- ما غایتکم من العمل الجید؟
- لیکون لنا دخل جید.
- و ما هدفکم من الدخل الجید؟
- لنعیش حیاة وادعة مرفهة و نتمتع بالحیاة.
- ولم التمتع بالحیاة و المعیشة المرفهة؟
هنا یتوقفون عن الإجابة و یقولون... حسنا الحیاة المرفهة... طیب... کل شیء معلوم بعد ذلک...
وهنا نلفت نظر هؤلاء إلى حقیقة کلیة، وهی أنّ للأهداف أبعاداً مقامیة حتى تبلغ الهدف النهائی الذی یطلب ذاته، لا شیء آخر، أی أنّ البقیة مقدمة وهو ذو المقدمة ویصطلح علیه أحیاناً بالهدف النهائی وغایة الغایات.
وعلیه فإننا نرید کل شیء من أجل تکامل الإنسان، وأمّا التکامل فهو الهدف النهائی ونطلبه لذاته.
—–
 ما استفادة الخالق من وجود المخلوق:
وممّا تقدم یثور السؤال الآتی:
حسناً إنّ هدف خلقنا هو تکامل وجودنا فی ظل التعالیم والقیم الإلهیّة، ولکن ما فائدة ذلک للخالق؟ ما الذی یجنیه من هذا العمل؟
یبدو أنّ هذا السؤال ینبع من مقارنة خاطئة; مقارنة خالق عالم الوجود اللامتناهی من جمیع الجهات بوجودنا المحدود من کل جهة. طفل یسأل والده الغنی! أرید أن أشتری اللعبة الفلانیة بهذه النقود، أنت ماذا تشتری لنفسک من لعب بنقودک؟ فهو یتصور الجمیع أطفالاً مثله ویعشقون الألعاب.
ولما کان وجودنا فی کل تفاصیله قائماً على أساس رفع الحاجة فی کل خطوة نخطوها، فعلى أساس هذه المقارنة المضلة نتصور أنّ الله أیضا إذا قام بعمل إنّما یقوم به لرفع الحاجة، والحال لیس الأمر کذلک. أی أنّ أعماله لیست من قبیل أعمالنا من هذه الناحیة، حیث  نحاول فی کل عمل رفع حاجة من حاجاتنا، بینما یروم الله رفع حاجة الآخرین وتکاملهم، فذاته مشعة کالشمس، وشعاعها لیس لنفع بل ذاته فیاضه وتحفظه عن إفاضة النور - نور الوجود ونور التربیة والتکامل - إنّما هو نوع من البخل والنقص وذاته منزهة عن کل بخل ونقص.
فإن کانت الشمس التی تفوق الکرة الأرضیة بملیون وثلاثمائة ألف مرّة فإنّها تفیض الأشعة والحرارة والحیاة لا لأنّ عمل فراشة على تجفیف جناحها بأشعة الشمس، أو قیام زنبور بالاستمتاع بحمام شمسی خلف خلیته له أدنى تأثیر على مصیر الشمس، بل إنّها مصدر النور، وإفاضة النور من لوازم ذاتها، غایة الأمر أنّ الشمس لیس لها من اختیار فی هذه الافاضة، بینما لله مثل هذا الاختیار.

 

قلیل من الأفراد من لا یطرح هذا السؤال: لماذا جئنا؟ التکامل فی قلب الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma