قضیة المصیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّالوجود
سرّ آخر على سبیل المثال...


التفکیر بشأن المصیر یهز الإنسان


یقال: لکل فرد مصیراً مکتوب علیه حین ولادته من بطن أمّه، وهذا المصیر کظل الشبح یطارده فی کل مکان من حیاته ولا ینفصل عنه.
وهذا المصیر أرسخ ثباتاً من لون بشرة الإنسان، وهذا اللون هو روح الانسان ونفسه! فالکل یعیش تحت ظل ثقل مصیر الحیاة من صغیر وکبیر وسلطان ومُستجدی وعبد وحرّ وغنی وفقیر ویبدو أنّ لعبة المصیر هی التی ترفع بعض الأفراد الحمقى إلى القمة وتدفن النوابغ تحت التراب.
وکذلک لعبة المصیر هی التی تهرم مجنون فی غم عشقه للیلى وتقوده إلى الموت بینما تسبغ الحلاوة على فلان قبیلة وفلان عصبة!
وکذلک لعبة المصیر هی التی تودع بعض الأبریاء السجن أو تحملهم إلى أعواد المشانق بینما تبلغ بالمجرمین والآثمین منتهى الرفعة والعزة. ویبدو التفکیر مرعباً بشأن هذا الموضوع خشیة أن یکون مصیرنا من المصائر المشؤومة والمخیفة، فهذه القضیة تهز الإنسان من أعماقه. الویل لنا إن کنّا ولدنا بمصیر مشؤوم من بطون أمهاتنا...
ألا أنّ المسلم به هو أن تصویر المصیر بهذا الشکل وأنّ کل تفاصیل حیاتنا قد دونت فی متن کتاب الوجود وقد اتّخذ حالة من الثبات لا یبدو أکثر من وهم وخرافة، تفید أنّ هذه الفکرة تعود إلى عصور الأساطیر والخرافات.
والحق لیس هنالک من دلیل یؤید الفکرة المذکورة، بل بالعکس قامت عدّة أدلة على نفی الفکرة السابقة.
أمّا الأسباب التی کرست تلک الخرافة وجعلتها ذات صبغة عالمیة فیمکن إیجازها فی ما یلی:
1 ـ إنّ مسألة المصیر وسیلة مؤثرة لأولئک الذین یریدون إستعباد البشریة واستعمارها، إلى جانب تحطیم مقاومتها والحیلولة دون قیامها وثورتها.
فللفرد مصیر محتوم ومعین لا یمکن تغییره، وهکذا مصیر الأمّة.
فیوحی ذلک إلى الأمّة بأنّ مصیرها منذ الأزل قد تبلور بالفقر والاستعمار وما علیها إلاّ الاستسلام لهذا المصیر.
کما أنّ الغرب وبهدف استغلال الثروات البشریة ونهبه لخیرات الشعوب الفقیرة کالشعوب الأفریقیة التی هی أحوج ما تکون إلى هذه الخیرات، ویدع «الشرق» بین الموت والحیاة من فرط الحاجة والتخلف، یسعى لاسباغ المشروعیة على هذه العملیة المقیتة تحت عنوان أنّ ذلک مقدّر منذ الأزل، وبالتالی فإنّ الوقوف بوجه هذه التقدیرات بمثابة الوقوف بوجه القوانین الطبیعیة المسلمة والذی لا یقود سوى إلى الهزیمة والفشل...!
والعجیب أنّ المارکسیین وبصورة عامة المادیین، الذین یعتبرون أنفسهم من رواد الحرکات والنهضات التحرریة إنّما یعتقدون بحالة من الجبریة التاریخیة أو الفلسفیة والتی قد لا تختلف فی أکثر مواردها مع فرضیة المصیر المذکورة، وهنا یسعى الذین یقرون النزعة المادیة لتفویض الإنسان مصیره، ویرون الماهیة (التی یعبرون عنها بمجموعة القیم الفردیة والاجتماعیة للإنسان) تابعة له أیضاً.
على أیّة حال یبدو أنّ فکرة الجبر والتقدیر التی تبناها خلفاء بنی اُمیة وبنی العباس وسائر طغاة التاریخ البشری إنّما هی ولیدة مضمونها الاستعماری والتخدیری، فقد برر أحد الاُمراء هجوم المغول على منطقة واحتلالها بعد أن یأس من صمود الناس ومقاومتهم بأنّ ذلک کان نوعاً من العذاب الإلهی والمصیر الحتمی! فما أحرى الأمّة بالاستسلام لذلک القدر.
وما دعوة الأنبیاء حملة أعلام الحریة الإنسانیة، وسعیهم الحثیث لتحریر إرادة الإنسان وتحکمه فی مصیره إلاّ دلالة أخرى على تجذر الفکرة الخاطئة المذکورة.
2 ـ الموضوع الآخر الذی أنعش تلک الخرافة هو التوجیه الساذج للفشل والهزیمة حیث یمکن تقلید المصیر کافة الذنوب والأخطاء وإبعاد الذات عن مسؤولیتها، ومن هنا قلما ترى من ینسب الانتصارات الکبرى والنجاحات إلى المصیر، کأن ینسب إلى هذا المصیر مثلا نجاحه فی الامتحان الوزاری أو نیل المنصب السیاسی الفلانی أو کسب التجارة الفلانیة، حیث یعزى مثل هذه الأمور إلى  کفاءته وذکائه وقدرته وقابلیته الذاتیة!
أمّا إن أفلس و سقط من موقعه سارع إلى تحمیل المصیر مسؤولیة ذلک فی محاولة للتغطیة على أخطائه!
«مسکین هو المصیر» إنّما یتابع الإنسان فی الشقاء دائماً ویحمل عنه خطایاه - بینما لیس له من دور فی سعادته - والحق أنّ هذا یمثل نوعاً من إبتعاد الإنسان عن الواقع کما یظهر أنانیته وإعجابه بنفسه.
 

 

سرّ آخر على سبیل المثال...
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma