سرّ آخر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
سرّالوجود
هل من بدایة و نهایة للعالم! قضیة المصیر


تفید کافة المشاهدات الموجودة أنّ العالم یسیر نحو التآکل، لأننا نعلم أنّ العالم یتألف من ذرات، والذرات بأجمعها فی حالة تجزئة.
وخلافاً لما یظنّه البعض فلا تشتمل الأجسام الرادیوکتیفیة لوحدها على ذرات متغیرة فی حالة تجزئة و زوال، بل سائر الذرات هی الأخرى تنطلق إلى ذات الغایة.
أمّا الفارق بینهما هو أنّ ذرات الأجسام الرادیوکتیفیة إنّما تجتاز هذا الطریق بسرعة، بینما تقطعه ذرات سائر الأجسام ببطىء، وبالطبع فإنّ مدى التجزئة ضئیل جدّاً فی الأجسام الصغیرة کالحصى مثلاً، أمّا فی الجسم الکبیر کالشمس التی تکبر کرتنا الأرضیة بملیون وثلاثمئة ألف مرّة، فقد تصل فی الیوم واللیلة إلى 300 ألف ملیون طن.
ومن شأن هذا الأمر أن یوضح لنا إلى حد موضوعین مهمّین بخصوص بدایة هذا العالم ونهایته.
1 ـ إنّ لهذا العالم المادی على وجه الحتم بدایة، وخلافاً لما یعتقده البعض فإنّ طول عمره لا یمتد إلى اللا نهایة، لأنّه لو مرّ على عمره مالانهایة من السنوات، کان لابدّ أن تتجزأ کافة ذراته وتتبدل إلى طاقة قبل مالا نهایة من السنوات، إلى جانب کون تجزؤ کافة ذرات العالم مهما کانت بطیئة و تتطلب زماناً طویلاً فلا تبلغ اللانهایة، ومن هنا کان ینبغی ألا یکون عالمنا المعاصر سوى کتلة من الطاقة، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنّ طاقات العالم إنّما تتجه دائماً نحو الرتابة والتقسیم المتوازن والمتساوی، یعنی بالضبط کقطعة الحدید الذائبة التی تفقد حرارتها بالتدریج فی الفضاء الطلیق حتى تصبح حرارتها واحدة مع حرارة الاجسام من أطرافها، وهذا ما علیه حال طاقات الدنیا.
طبعاً قطعة الحدید المذابة مادامت لم تبلغ هذه الحالة فهی مصدر بعث للحرارة (الأشعة تحت الحمراء)، إلاّ أنّه ما أن تتساوى درجة حرارتها مع الأطراف حتى تخفت سائر الأمواج والأشعة المذکورة، أضف إلى ذلک حین یکون الحدید مذاباً فإنّ الهواء الملامس له یکون دائم الحرکة، أی یصبح الهواء حاراً ویرتفع إلى الأعلى فیحل محله الهواء البارد، وهکذا یکون هنالک نسیم معتدل دائم فی تلک المنطقة، أمّا حین تخفت الحرارة (أو الأصح: تتساوى درجة حرارة الحدید مع درجة حرارة الأطراف) فإنّ ذلک النسیم یسکن أیضاً.
مثال آخر: حرکة الأنهار و دوّی الشلاّلات وحرکة أمواج البحار وآلاف الظواهر الجمیلة المرتبطة بذلک فی کافة أجزاء الکرة الأرضیة، کلها ولیدة اختلاف سطوحها، ولو تساوت المیاه یوماً فی سطح واحد من الکرة الأرضیة، أی لو توزعت بصورة رتیبة فی الکرة الأرضیة لإنقطعت آنذاک أصوات الشلاّلات وخریر المیاه ولسادت جمیع الأنهار حالة من الصمت الرهیب.
وهذا هو وضع الطاقات الموجودة فی عالم الوجود، فهی تتّجه نحو الرتابة والسکوت، وإذا قسمت بصورة متساویة فسوف لن یکون هناک سوى الصمت المطلق.
وعلیه لو مضى مالا نهایة من عمر العالم لوجب أن تحصل هذه الحالة إلى الان، وهذا هو الشیء الذی عبر عنه فی المادة الثانیة من الثرمودینامک باسم الانثروبی أو الکهولة.
فالمادة المذکورة تفیدنا حتمیة البدایة للعالم المادی، قد لا نستطیع بسبب البعد الزمانی بیان تاریخ ظهوره والسنوات التی مرّت علیه على وجه الدقّة، إلاّ أنّ المسلم به وجود مثل هذا الشیء.
2 ـ کما تعلمنا هذه المادة أن للعالم المادی نهایة ولا یمکنه أن یستمر إلى الأبد، لأنّ التجزئة التدریجیة للذرات ورتابة الطاقة سیکون ختامها تبدل جمیع الذرات طاقة والطاقة الفعالة إلى طاقة خاملة وصامتة وساکنة.
فالعالم کالشخص الذی یفقد طاقته تدریجیاً إثر مرور الزمان وبالتالی سیأتی الیوم الذی ینطفىء فیه سراج عمره - نعم هنالک الیوم الذی یشهد ذبوله وخموله وفقدان جمیع قواه (علیک بالدقّة).
لم یبق کلام سوى عن العصور المکررة والومضة الأولى وقیامة العالم، فقد یکون هذا العالم قد شرع من نقطة مئات أو آلاف أو ملایین المرات، و بعد أن اجتاز عصوراً مدیدة من حیاته وتلاشى وتجزأت کل الذرات استجدت حیاته واتخذ لنفسه شکلاً حدیثاً، وقد حدث انفجار عظیم فی قلب هذا العالم فی تلک الحالة الرتیبة والسکون المحض، ثم دبت الحیاة من جدید فی الطاقات فتراکمت شیئاً فشیئاً وشکلت مواد جدیدة وابتدأت حرکة حول نفسها فظهرت المجرّات والکواکب وسائر الکرات کالکرة الأرضیة والکائنات الحیة و...
وکذلک بعد أن یسیر عالمنا المعاصر إلى الاُفول تندثر کواکبه وتهفت طاقاته ویترتب ثانیة من جدید، وعلیه وإن کان لکل عصر من عصور عالم المادة بدایة ونهایة، بینما تتخذ بالمجموع لنفسها صیغة أزلیة وأبدیة، إلاّ أنّ هناک حقیقة کامنة لا یمکن إنکارها وهی فی البدایة یکون کل شیء رتیب وعابث و هکذا فی النهایة ولابدّ من تسلیط قوة عظیمة من الخارج على عالم الطبیعة وتلقی الومضة الاُولى; ومضة الوجود والحیاة بسکونها وصمتها على العالم وإلاّ کیف للوسط الهادىء والفاقد لأی نشاط أن یکون مصدراً للحرکة والفعالیة، نستنتج ممّا سبق أنّ العالم فی ظهوره الأول یتطلب قدرة ما وراء الطبیعة، کما سیحتاج بالتأکید إلى مثال هذه القدرة فی المستقبل بعد الأفول، ومن هنا یحل لدینا لغز آخر من ألغاز الوجود، یمکن تلخصیه فی العبارات التالیة:
* لعالم المادة بدایة وتأریخ للظهور.
* لعالم المادة نهایة وتأریخ للأفول.
* یمکن أن تکون هذه البدایة والنهایة تکررت عدّة مرات.
* یحتاج العالم فی بدایة إلى عامل ماوراء الطبیعة.
* یحتاج العالم فی مستقبله بعد الأفول المطلق إلى العامل المذکور.
* و علیه فلا مفهوم لأزلیة العالم الراهن وأبدیته.
ویمکن لهذه الحقائق أن تجیب على عدّة أسئلة (علیک بالدقّة).

 

 

هل من بدایة و نهایة للعالم! قضیة المصیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma