بیض الوجوه وسود الوجوه:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة یونس / الآیة 26 ـ 27 سورة یونس / الآیة 28 ـ 30

مرّت الإشارة فی الآیات السابقة إلى عالم الآخرة ویوم القیامة، ولهذه المناسبة فإنّ هذه الآیات تبیّن مصیر الصالحین وعاقبة المذنبین فتقول فی البدایة: (للّذین أحسنوا الحسنى وزیادة ) (1) .

ومع أن هناک بحث بین المفسّرین فی المقصود من الزیادة فی هذه الجملة، إلاّ أنّنا إذا علمنا أنّ القرآن یفسّر بعضه بعضاً، رأینا أنّ المراد هو الإشارة إلى الثواب المضاعف الکثیر، الذی یتضاعف أحیاناً عشر مرات، واُخرى آلاف المرات حسب نسبة الإخلاص والطهارة والتقوى وقیمة العمل، فنقرأ فی الآیة 160 من سورة الأنعام. (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ).

وفی الآیة 173 من سورة النساء : (فأمّا الذین آمنوا وعملوا الصالحات فیوفّیهم أجورهم ویزیدهم من فضله ).

وفی الآیات المرتبطة بالإنفاق فی سورة البقرة آیة 261 یدور الحدیث أیضاً عن مکافأة الصالحین ومضاعفة عملهم إلى سبعمائة ضعف، أو مضاعفته أضعافاً کثیرة من قبل الله سبحانه.

والنقطة الاُخرى التی ینبغی الإلتفات إلیها هنا، هی أن من الممکن أن تستمر هذه الزیادة والإضافة حتى فی عالم الآخرة، أی أنّه فی کل یوم سیمنحهم الله سبحانه موهبة ولطفاً جدیداً، وهذا یبیّن أن حیاة العالم الآخر لیست على وتیرة واحدة، بل تستمر فی حرکتها نحو التکامل إلى ما لانهایة.

والرّوایات التی وردت عن النّبی(صلى الله علیه وآله) فی تفسیر هذه الآیة، والتی تبیّن أنّ المراد من «الزیادة» هو التوجه إلى نور الذات الإلهیّة المقدّسة والاستفادة من هذه الموهبة المعنویة الکبیرة قد تکون إشارة إلى هذه النکتة. (2)

وفی بعض الرّوایات المنقولة عن أهل البیت(علیهم السلام)، فسّرت «الزیادة» بزیادة النعم الدّنیویة التی یتفضل بها الله على الصالحین علاوة على ثواب الآخرة، (3) ولکن لامانع من أن تکون الزیادة فی الآیة أعلاه إشارة إلى کل هذه المواهب.

ثمّ تضیف الآیة: (ولا یرهق وجوههم قتر ولا ذلّة ). «یرهق» مأخوذة من مادة «رهق»، وهی بمعنی التغطیة القهریة والجبریة، «والقتر» بمعنى «الغبار» والدخان.

وفی النهایة تقول: (اُولئک أصحاب الجنّة هم فیها خالدون ) التعبیر بالأصحاب إشارة إلى التناسب الموجود بین روحیة هذه المجموعة ومحیط الجنّة.

ثمّ یأتی الحدیث فی الآیة التالیة عن أصحاب النّار الذین یشکلون الطرف المقابل للمجموعة الاُولى، فتقول: (والذین کسبوا السّیّئات جزاء سیّئة بمثلها ) وهنا لایوجد کلام عن الزیادة، لأنّ الزیادة فی الثواب فضل ورحمة، أمّا فی العقاب فإنّ العدالة توجب أن یکون بقدر الذنب ولا یزید ذرة واحدة. إلاّ أنّ هؤلاء عکس الفریق الأوّل مسودة وجوههم (وترهقهم ذلّة ) (4) .

ویمکن أن یقول قائل: إنّ هؤلاء یجب أن لا یروا من العقاب إلاّ بقدر ذنوبهم، وأنّ اسوداد الوجه هذا، وغبار الذل الذی یغطیهم شیء إضافی. لکن ینبغی الإنتباه إلى أنّ هذه هی خاصیة وأثر العمل الذی ینعکس من داخل روح الإنسان إلى الخارج، تماماً کما نقول: إنّ الأفراد المعتادین على شرب الخمر یجب أن یجلدوا، وفی الوقت نفسه فإنّ الخمر تولد مختلف أمراض المعدة والقلب والکبد والأعصاب.

وعلى کل حال، فقد یظن المسیئون أنّهم سوف یکون لهم طریق للهرب أو النجاة، أو أنّ الأصنام وأمثالها تستطیع أن تشفع لهم، إلاّ أنّ الجملة التالیة تقول بصراحة: (مالهم من الله من عاصم ).

إنّ وجوه هؤلاء مظلمة ومسودة إلى الحد الذی (کأنّما أغشیت وجوههم قطعاً من اللیل مظلماً اُولئک أصحاب النّار هم فیها خالدون ).


1. ینبغی التنبه إلى أن «الحسنى» فی هذه الجملة مبتدأ مؤخر، ومعنى الآیة هکذا. (الحسنى للذین أحسنوا)، ولذلک فإنّ «زیادة» المعطوفة علیها مرفوعة، والحسنى صفة للمثوبة المقدّرة، وقد حلّت محلّ الموصوف.
2. تفسیر على ابن ابراهیم القمی، ج 1، ص 312; وتفسیر القرطبی، ج 8، ص 330.
3. بحارالانوار، ج 7، ص 260.
4. من الممکن، بقرینة الآیة السابقة، أن تکون جملة ( ترهقهم ذلّة ) بتقدیر: ( یرهقهم قتر وذلّة )، وبقرینة المقابلة حذفتُ «قتر» لأجل الاختصار.
سورة یونس / الآیة 26 ـ 27 سورة یونس / الآیة 28 ـ 30
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma