مواجهة من ینقض العهد بشدّة!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة الأنفال / الآیة 55 ـ 59 سورة الأنفال / الآیة 60 ـ 64

فی هذه الآیات المبارکة إشارة إلى طائفة اُخرى من أعداء الإسلام الذین وجهوا ضربات مؤلمة للمسلمین فی حیاة النّبی (صلى الله علیه وآله)

الملیئة بالأحداث، إلاّ أنّهم ذاقوا جزاء ما اقترفوه مُرّاً وکانت عاقبة أمرهم خُسراً، وهؤلاء هم یهود المدینة الذین عاهدوا النّبی (صلى الله علیه وآله)عدّة مرات.

 

وهذه الآیات تبیّن الأسلوب الشدید الذی ینبغی أن یتخذه النّبی (صلى الله علیه وآله) بحقّهم، الاُسلوب الذی فیه عبرة للآخرین، کما فیه درءٌ لخطر هذه الطائفة.

وتبدأ الآیات فتعرّف هذه الطائفة بأنّها شر الأحیاء الموجودة فی هذه الدنیا فتقول: (إنّ شرّ الدّوابّ عند الله الذین کفروا فهم لا یؤمنون ).

ولعل التعبیر بـ (الذین کفروا ) یشیر إلى أنّ کثیراً من یهود المدینة کانوا یعلنون حبّهم للنّبی وإیمانهم به قبل أن یظهر (صلى الله علیه وآله) وفقاً لما وجدوه مکتوباً عنه فی کتبهم، حتى أنّهم کانوا یدعون الناس ویمهدون الاُمور لظهوره، ولکنّهم وبعد أن ظهر وجدوا أنّ مصالحهم المادیة مهددة بالخطر، فکفروا به وأظهروا عناداً شدیداً فی هذا الأمر حتى لم تبق بارقة أمل بإیمانهم، وکما یقول القرآن الکریم: (فهم لا یؤمنون ).

طیور اللیل بدورها تملک راداراً مدهشاً یخبرها حین الطیران فی ظلمة اللیل عن کلّ حاجز أمامها، حتى أنّ بعضها یرى سمکّة تحت الماء، فیخطفها بسرعة البرق، وهذه میزة مدهشة فی هذه الطیور!!

وعلى کل حال فإنّ هناک اُموراً عجیبة فی الطیور جعلت القرآن المجید یخصّها بالذکر.

وتقول الآیة الاُخرى: (الذین عاهدت منهم ثمّ ینقضون عهدهم فی کلّ مرّة ) (1) . والمفروض أن یراعوا الحیاد على الأقل فلا یکونوا بصدد الاضرار بالمسلمین وإعانة الأعداء علیهم.

فلاهم یخافون الله تعالى، ولا یحذرون من مخالفة أوامره، ولا یراعون القواعد والاُصول الإنسانیة: (وهم لا یتّقون ).

والتعبیر بـ «ینقضون» و«لا یتقون» وهما فعلان مضارعان، هذا التعبیر بهما یدلّ على الاستمرار، کما أنّه یدل على أنّهم قد نقضُوا عهودهم مراراً. (2)

والآیة بعدها توضح کیفیة اُسلوب مواجهة هؤلاء فتقول: (فإمّا تثقفنّهم فی الحرب فشرّد بهم مَن خلفهم ) أی قاتلهم بشکل مدمّر بحیث أن الطوائف القابعة خلفهم لإمدادهم یعتبروا بذلک ویتفرقوا عنهم.

وکلمة «تثقفنهم» مأخوذة من مادة «الثقف» على زنة «السقف» بمعنى بلوغ الشیء بدقّة وسرعة، وهی إشارة إلى وجوب التنبه والإطلاع السریع والدقیق على قراراتهم، والاستعداد لإنزال ضربة قاصمة لها وقع الصاعقة علیهم قبل أن یفاجئوک بالهجوم.

وکلمة «شرّد» مأخوذة من مادة «التشرید» وهی بمعنى التفریق المقرون بالاضطراب فینبغی أن یکون الهجوم علیهم بشکل تتفرق معه المجموعات الاُخرى من الأعداء وناقضی العهود، ولا یفکروا بالهجوم علیکم.

وهذا الأمر إنّما صدر لیعتبر به الأعداء الآخرون، بل حتى الأعداء فی المستقبل أیضاً ویتجنّبوا الحرب مع المسلمین، ولیتجنب نقض العهد ـ کذلک ـ الذین لهم عهود مع المسلمین، أو الذین سیعاهدونهم مستقبلا (لعلّهم یذّکّرون ).

(وإمّا تخافنّ من قوم خیانة فانبذ إلیهم على سواء ) ولا تبدأهم بالهجوم قبل إبلاغهم بإلغاء العهد (إنّ الله لا یحبّ الخائنین ).

وبالرغم من أنّ الآیة قد منحت النّبی صلاحیة نقض العهد إذا أحس بخیانتهم أو نقضهم عهودهم، إلاّ أنّ من الواضح أنّ الخوف من نقضهم العهد لا یکون جزافاً ودون سبب بل عندما یرتکبون ما یدلّ على تفکیرهم بالنقض ویتفقون مع العدوّ على الهجوم، فهذا القدر من القرائن والأمارات یجیز للنّبیّ (صلى الله علیه وآله) أن یبلّغهم إلغاء العهد.

وجملة «فانبذ إلیهم» من «الإنباذ» وهی بمعنى «الإلقاء» أو «الإعلام» و«الرّد» أی: ردّ علیهم عهودهم واعلن عن إلغائها جهراً.

والتعبیر بـ «على سواء» إمّا بمعنى أنّه کما أنّهم نقضوا العهد بأعمالهم التی اقترفوها، فألغهِ أنت من جهتک أیضاً، فهذا حکم عادل، یتساوى وما فعلوه، أو بمعنى الإعلان عن ذلک بأسلوب واضح صریح لا لبس فیه ولا خدعة.

وعلى کل حال، فإنّ الآیة ـ محل البحث ـ فی الوقت الذی تنذر فیه المسلمین من نقض العهد، وتحذرهم أن یکونوا هدفاً وغرضاً لهجوم العدّو، فهی تدعوهم إلى رعایة مبادىء الإنسانیة فی حفظ العهود أو إلغائها.

وفی آخر آیة ـ من الآیات محل البحث ـ یُوجه تعالى الخطاب إلى ناقضی العهد، فیحذرهم من عاقبة ذلک فیقول: (ولا یحسبنّ الّذین کفروا سبقوا إنّهم لا یعجزون ).


1. «من» فی جملة ( عاهدت منهم ) إمّا للتبعیض فتعنی أنّک عاهدت سادتهم أو البارزین من یهود المدینة، أو أنّها للصلة فتکون معناها عاهدتهم...
کما یرد هذا الاحتمال وهو أنّ معنى «عاهدت منهم» هو أخذت العهد منهم.
2. بالإضافة إلى ما ذکرنا فی المتن فهناک قرینة لفظیة تدل على هذا المعنى أیضاً وهی «فی کل مرّة»... .
سورة الأنفال / الآیة 55 ـ 59 سورة الأنفال / الآیة 60 ـ 64
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma