سبب النّزول

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 74 مؤامرة خطرة:

ذکرت فی سبب نزول هذه الآیات أقوال وآراء مختلفة، وکلّها تتفق على أنّ بعض المنافقین قد تحدثوا بأحادیث سیئة وغیر مقبولة حول الإسلام والنّبی (صلى الله علیه وآله)، وبعد أن فشا أمرهم وانتشرت أسرارهم أقسموا کذباً بأنّهم لم یتفوهوا بشیء، وکذلک فإنّهم قد دبروا مؤامرة ضد النّبیّ (صلى الله علیه وآله)، غیر أنّها قد اُحبطت.

ومن جملتها: أنّ أحد المنافقین ـ واسمه جلاس ـ سمع بعضاً من خطب الرّسول (صلى الله علیه وآله) أیّام غزوة تبوک، وأنکرها بشدّة وکذبها، وبعد رجوع المسلمین إلى المدینة حضر رجل یقال له: عامر بن قیس ـ کان قد سمع جلاس ـ عند النّبی (صلى الله علیه وآله) وأبلغه کلام جلاس، فلما حضر جلاس وسأله النّبی (صلى الله علیه وآله) عن ذلک أنکر، فأمرهما النّبی (صلى الله علیه وآله) أن یقسما بالله ـ فی المسجد عند المنبر ـ أنّهما لا یکذبان، فاقتربا من المنبر فی المسجد وأقسما، إلاّ أنّ عامراً دعا بعد القسم وقال: اللّهم أنزل على نبیّک آیة تُعرِّف الصادق، فأمّن النّبی (صلى الله علیه وآله) والمسلمون على دعائه. فنزل جبرئیل بهذه الآیة، فلمّا بلغ قوله تعالى: (فإن یتوبوا یک خیراً لهم ) قال جلاس: یا رسول الله، إنّ الله اقترح علیَّ التوبة، وإنّی قد ندمت على ما کان منّی، وأتوب منه، فقبل النّبی (صلى الله علیه وآله)توبته. (1)

وکما أشرنا سابقاً فقد ذکر أنّ جماعة من المنافقین صمموا على قتل النّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فی طریق عودته من غزوة تبوک، فلمّا وصل إلى العقبة نفروا بعیره لیسقط فی الوادی، إلاّ أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) قد أطلع بنور الوحی على هذه النّیة الخبیثة، فردّ کیدهم فی نحورهم وأبطل مکرهم. وکان زمام الناقة بید عمار یقودها، وکان حذیفة یسوقها لتکون الناقة فی مأمن تام، وأمر النّبی (صلى الله علیه وآله) المسلمین أن یسلکوا طریقاً آخر حتى لا یخفی المنافقون أنفسهم بین المسلمین وینفّذوا خطتهم.

ولما وصل إلى سمع النّبی (صلى الله علیه وآله) وقع أقدام هؤلاء أو حوافر خیولهم أمر بعض أصحابه أن یدفعوهم ویبعدوهم، وکان عدد هؤلاء المنافقین اثنی عشر أو خمسة عشر رجلا، وکان بعضهم قد أخفى وجهه، فلمّا رأوا أنّ الوضع لا یساعدهم على تنفیذ ما اتفقوا تواروا عن الأنظار، إلاّ أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) عرفهم وذکر أسماءهم واحداً واحداً لبعض أصحابه (1).

لکن الآیة ـ کما سنرى ـ تشیر إلى خطتین وبرنامجین للمنافقین: إحداهما: أقوال هؤلاء السیئة. والاُخرى: المؤامرة والخطة التی أحبطت، وعلى هذا الأساس فإنا نعتقد أنّ کلا سببی النزول صحیحان معاً.


1. بحارالانوار، ج 17، ص 184; وتفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
سورة التّوبة / الآیة 74 مؤامرة خطرة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma