إنّ المنتظرین بحق فی الوقت الذی ینبغی علیهم أن یهتمّوا ببناء «شخصیتهم» علیهم، أن یراقبوا أحوال الآخرین، وأن یجدّوا فی إصلاحهم جدّهم فی إصلاح ذاتهم لأنّ المنهج العظیم الذی ینتظرونه لیس منهجاً فردیّاً، بل هو منهج ینبغی أن تشترک فیه جمیع العناصر الثوریة، وأن یکون العمل جماعیاً عاماً، وأن تتسقَ المساعی والجهود بشکل یتناسب وتلک الثورة العالمیة التی هم فی إنتظارها.
ففی ساحة معرکة واسعة یقاتل فیها مجموعة جنباً إلى جنب، لا یمکن لاحد منهم أن یغفل عن الآخرین بل علیه أن یشدّ أزرهم وأن یسدّ الثغرة ویصلح نقطة الضعف إن وُجدت ویرمم المواضع المتداعیة ویدعم ما ضعف منها، لأنّه لا یمکن تطبیق مثل هذا المنهج دون مساهمة جماعیة نشیطة فعّالة متسقة متناسقة!
فبناءً على ذلک فالمنتظرون بحقّ علیهم أن یصلحوا حال الآخرین بالإضافة إلى إصلاح حالهم.
فهذا هو الأثر الآخر البنّاء، الذی یورثه الإنتظار لقیام مصلح عالمی، وهذه حکمة الفضائل التی ینالها، المنتظرون بحق.